مكانٌ تملؤه أصوات الأطفال والنساء والرجال، منها ذات أنين وأخرى تصابر أوجاعها وآلامها بعد أن ملّت مرضها المزمن، ليقابل كل منهم طبيبه المختصّ فيسمع شكواه ويداوي جراحه.
كل ذلك في مستوصف الهلال الأحمر العربي السوري بصحنايا الذي يدخل عامه الخامس بتقديم خدماته الطبيّة لأكثر من 26 ألف مريض في العيادات(الداخليّة والنسائيّة والأطفال)، حيث يزوره يوميّاً حوالي 100 مريض لتلقّي العلاج واستلام الدواء المجاني.
في حديث مع مدير المستوصف تبيّن أن أغلب الحالات تعاني من الأمراض الموسميّة والمزمنة، والأخرى حالات مرضيّة تحتاج مراكز متخصّصة كالبتر والحروق الجلديّة وأمراض القلب، فتحوّل إلى عيادات اختصاصيّة لمتابعة حالتها بشكل أفضل.
ومن رواد المستوصف “أبو عرسان” ذو الثلاثة وثمانين عاماً ينتظر دوره لدخول العيادة الداخليّة، فبعد نزوحه من مخيم اليرموك وفقدانه منزله تفاقمت حالته وأصيب بالضغط، حيث يراجع الطبيب بين الحين والآخر للاطمئنان على صحّته وأخذ الدواء من صيدلية المستوصف.
كما تجلس “أم جمعة” في قاعة الانتظار لتأخد الدواء لزوجها العاجز بعد أن تنقّلا وأطفالهم الثمانية في مناطق الشمال الشرقي بين حلب وريف الرقة أربع مرات لتكون الخامسة في صحنايا، وتعيش في إحدى مراكز الإيواء التي يخدّمها متطوعو الهلال الأحمر.
في حين تتواجد “رفيف”، “ديالا” و “محمد” ضمن عيادة الأطفال بعد أن أصيبوا بالرشح والتهاب القصبات نتيجة للبرد القارس، إذ يقطنون في غرفة صغيرة ترشح الأمطار من سقفها، لكن أمهم تسعى اليوم للانتقال إلى أحد مراكز الإيواء القريبة أملاً في عودة الصحّة إلى أطفالها.
هكذا بدت أحوال زائري مستوصف صحنايا، والذي يتوافد إليه المرضى من المناطق المجاورة أيضاَ التي لا تتواجد فيها مراكز طبيّة.
يذكر أن المستوصف مدعوم من قبل الصليب الأحمر الدنماركي.
[g_slider2 source=”media: 39656,39658,39659″]