من منزلها… أم محمد تبدأ بجني ثمار مشروعها الخاص
بهمةٍ عالية وابتسامةٍ تزين مُحياها، مع نبرة صوتٍ يطغى عليها الأمل والتحدي للظروف، استقبلت الأم “أسماء” متطوعي الهلال الأحمر العربي السوري، في المكان الذي باتت تتخذه مصدراً لكسب رزقها وإعالة أسرتها، بعد سنواتٍ طويلةٍ عجاف.
فهنا، في منطقة درعا البلد، لم تكن الظروف سهلةً أبداً على هذه الأم ولا على الكثيرين مثلها؛ إذ لم يكن طريق حياتها برفقة عائلتها مُعبَّداً بالورود، خاصةً مع كل ما تسببت به سنوات الأزمة من صعوباتٍ في تأمين احتياجاتهم اليومية.
معاناةٌ طويلة في تأمين احتياجات أولادها
على مدار السنين الماضية، خصصت أم محمد معظم وقتها لتربية وتعليم أطفالها، إلى جانب عملها في مجال صناعة الألبان والأجبان؛ إذ كانت تصلها بعض المواد الأولية إلى المنزل؛ لكن إنتاجها كان على نطاقٍ ضيقٍ لا يكفي لتوفير متطلبات عائلتها الكبيرة، الأمر الذي جعلها تعتمد بشكلٍ كبيرٍ على المساعدة التي يقدمها أقاربها باستمرار.
الهلال الأحمر يساند الأم من خلال مشروع الصناعات المنزلية
مع تزايد متطلبات أبنائها ومسؤولياتها تجاههم، إلى جانب رغبتها الكبيرة في تأمين كل ما يحتاجونه، ابتسم القدر لها أخيراً بعد الزيارات الميدانية التي نفذها متطوعو الهلال الأحمر العربي السوري في حيِّها، ونتيجةً لتقييم أوضاع العائلات، كانت من بين العائلات التي اختارها الهلال الأحمر لتستفيد من مشروع الصناعات المنزلية، الذي تضمن تقديم أدوات أساسية لصناعة الألبان والأجبان، وهي: (خضَّاضة برميل عدد 2، طناجر عدد 3، دلو بلاستيك عدد 2، أكياس قماش عدد 3، وعاء عدد 3، ميزان إلكتروني، بابور غاز أرضي).
صبرٌ طويل يتكلل بامتلاك سبيل عيشٍ كريم
بعد صبرٍ طويل، تغيرت ظروف الأم الأربعينية نحو الأفضل بمجرد توفُّر الأدوات والمواد اللازمة بين يديها لتباشر العمل؛ فمشروع الصناعات المنزلية فتح لها باباً واسعاً من الأمل، ستزاول عن طريقه شغفها بصناعة الألبان والأجبان ومشتقاتها، وستتمكن من امتلاك سبيلاً لعيشٍ كريمٍ لها ولعائلتها المؤلفة من 4 أطفال يرون في أمهم طوق النجاة وجسراً للعبور إلى حياةٍ ومستقبلٍ أفضل.
أم محمد تطمح لامتلاك متجرها الخاص
“أريد أن أصبح المعيلة الوحيدة لعائلتي” كلماتٌ قالتها أم محمد بكل تصميمٍ على تحمُّل كامل المسؤولية في مساندة صغارها وتلبية احتياجاتهم، بالإضافة إلى تخفيف الحِمل عن أقاربها، الذين لطالما ساندوها. إذ تطمح الأم الأربعينية لتطوير مشروعها الصغير ليصبح متجراً خاصاً لبيع الألبان والأجبان، وتسميه على اسم ابنتها الكبرى “بوادي”.
مشروع الصناعات المنزلية في سطور
يذكر أن مشروع الصناعات المنزلية ينفذه الهلال الأحمر العربي السوري للمرة الأولى في سوريا، وشمل 100 امرأة معيلة ممن لديهن خبرة في الصناعات الغذائية المنزلية وخسرن أعمالهن بسبب الأزمة، إذ يهدف إلى تمكينهن مادياً ومساعدتهن على دخول سوق العمل واكتساب مورد دخلٍ ثابت لإعالة عائلاتهن، وذلك بدعم من اللجنة الدولية للصليب الأحمر.