أمام حظيرةٍ صغيرةٍ في قرية طلف في ريف حماة، تجلس "نهى" إلى جوار طفليها وأعينهم تنظر بكل أملٍ نحو المنحة التي استلموها، وتقول: "أشعر بالراحة لوجود أصدقاءٍ جدد للعائلة؛ فأنا أواجه صعوبات الحياة بمفردي بعد أن خسرت زوجي".
الأم “نهى” وجها لوجه مع مصاعب حياتها الجديدة
وجدت “نهى” نفسها أمام مسؤولياتٍ كبيرةٍ تتمثَّل بإعالة والدتها وطفليها الصغيرين، اللذين فقدا والدهما وفقدا معه معيل الأسرة، ما جعل الأم الثلاثينية تضطر لدخول ميدان العمل المجهد لتسدَّ رمق العائلة الصغيرة، من خلال تحملها وعورة الأراضي الزراعية وصبرها الطويل حتى قدوم مواسم جني الزيتون.
أملٌ يلوح في الأفق
مع قلقها المستمر إزاء تأمين احتياجات عائلتها والضغوط الكبيرة التي حملتها على عاتقها في سبيل ذلك، وجدت “نهى” بارقة أملٍ في العائلة الصغيرة التي صارت تساندها في يومها (في إشارةٍ منها إلى النعاج الحوامل) المقدمة من الهلال الأحمر العربي السوري بدعم من اللجنة الدولية للصليب الأحمر بعد أن فقدت أصولها الإنتاجية التي تعتمد عليها كمصدر رزق، وللمساعدة في استعادة هذه الأصول قدم الهلال الأحمر العربي السوري هذه المنحة للمستفيدين في قرية طلف في ريف حماة، والتي تضمنت نعجتين و500كغ علف مع رفد المنحة بالمتابعة البيطرية المستمرة على مدار 7 أشهر.
بعد المنحة… تغيرت حياة الأسرة
استطاعت الأم أخيراً مع استلامها المنحة أن تخطو أول خطوةٍ نحو الاكتفاء الذاتي، عبر عملها الجديد في رعاية وتربية النعاج؛ فمع بزوغ الشمس كل يوم، ينتظر الأطفال الحليب الطازج، الذي كان شراؤه يومياً أشبه بحلمٍ صعب المنال وعبئاً يثقل كاهلها “نهى”.
المتطوعون يرسمون ملامح طريقٍ آمن
تطمح “نهى” ليكون بيع الحليب ومشتقاته مصدر دخلٍ ثابتٍ في رحلتها الشاقة نحو حياةٍ مستقرةٍ لها ولأفراد عائلتها، خاصةً مع المساعدة المستمرة للمتطوعين، الذين ينفذون زياراتٍ دورية لإعطاء الأدوية والفيتامينات اللازمة للنعاج، وتقديم الاستشارات الطبية البيطرية، مما يوفَّر أعباءً ماديةً كبيرةً على “نهى” وعائلاتٍ أخرى تشقُّ طريقها نحو الاستقرار.