أنا معن نكّاش , عمري 24 سنة، طالب في كلية الطب في جامعة دمشق, تطوعت في فرق الإسعاف الأولي في فرع دمشق منذ آذار 2013 كمسعف أولي إلا أنني قضيت السنة الماضية كمناوب في غرفة العمليات للهلال الأحمر السوري استقبل الاتصالات وأدير الفرق الميدانية.
تطوعت في منظمة الهلال الأحمر العربي السوري لأنها منظمة تعمل في الأزمات بكامل طاقاتها من أجل هدف وحيد و هو (الإنسان) و ذلك بغض النظر عن انتماءه السياسي أو الاجتماعي أو المستوى الاقتصادي أو حتى العلمي.
أما اختياري للتطوع في لجنة الإسعاف الأولي فهو لسبب وحيد وهو أنني أحب العمل الإسعافي , اذ انني كنت أذهب و أناوب لحوالي الاسبوع في قسم الاسعاف في المشفى عندما أشعر بالضغط او وبالتوتر , انه ذاك النوع من التوتر الذي يجعلك تنسى كل ما حولك و تركز على الحفاظ على حياة المصاب.
إحدى المهمات المميزة التي مررت بها هي الاستجابة لسقوط قذائف الهاون على منطقة الشعلان التجارية السكنية , حيث انطلق فريقنا منذ سقوط القذيفة الاولى و عند وصولنا للمنطقة سقطت القذيفة الثانية خلال وجودنا , قسمنا فريقنا لمجموعتين لنبحث و نسعف أكبر عدد ممكن من المصابين , خلال دقائق كان هناك مصابين اثنين في سيارة الاسعاف و مصاب ثالث أحضره الماره مما دفعنا لطلب فرقة إسعاف أخرى لنقل باقي الحالات الحرجة .
تعددت الإصابات بين النزف الداخلي و الخارجي و حاولنا إيقاف النزوف الممكنة و الوصل للمشفى بأسرع ما يمكن , لاحقا علمت أن إحدى الاصابتين كتب لها الحياة و أن المصاب الآخر قد فارق الحياة في غرفة العمليات.
أجمل شعور يراودني هو الشعور بالرضى كون أن العمل الإسعافي هو ليس من الكماليات بل إنه من الأساسيات و يتعلق بحياة الإنسان , لذا فإن هذا الشعور بالرضى هو نتيجة إنجاز ما أعتبره واجب إنساني اتجاه الإنسان.
يجب أن تكون ثقافة الإسعاف الأولي جزء من ثقافة المجتمع لأهميتها, إن الامراض أو الحوادث المهددة للحياة قد تصيب أي شخص في أي وقت في أي مكان ولذلك فإن وجود شخص لديه المعرفة بمبادئ الإسعاف الأولي في البيت قد يحافظ على حياة الإنسان و لو من خلال إجراء بسيط قد يؤدي عدم تطبيقه إلى فقدان المصاب لحياته.
Discussion about this post