جلس يزن (31 عاماً) وأسرته في إحدى غرف الإيواء الخشبية التي أنشأها متطوعو الهلال الأحمر العربي السوري بمركز إيواء الدوير، ويقول: “علاقتنا بشباب الهلال الأحمر علاقة أهل، ومعرفتي بهؤلاء الشباب أصحاب الهمّة العالية في وقت الشدة جعلتهم أهلاً لنا، فمنذ كنا في الغوطة الشرقية كانوا يقدّمون لنا الدواء والمواد الغذائية، وعندما غادرنا منزلنا وسط الخوف والقلق كانوا أول من استقبلنا بابتسامةٍ أدخلت لقلوبنا الاطمئنان”، ويضيف: “لم أستطع إخفاء دموعي عند رؤية المتطوعين بانتظارنا عند معبر مخيم الوافدين، زوجتي كانت مصدومة من شدّة الفرح، أما أطفالي عماد وفداء لم تفارق الابتسامة وجوههم بعد أن أعطاهم المتطوعون بسكويت وماء عند استقبالنا”.
يزن أب لثلاثة أطفال؛ أكبرهم عماد (7 سنوات) يحلم أن يصبح مهندساً ليبني منازل لكل الذين خسروا منازلهم، وأصغرهم شهد (7 أشهر) والتي تلاشى قلق والدتها على صحتها بعد أن عاينها طبيب العيادة المتنقلة، كما استلمت لها عبوات حليب وأكياس فوط أطفال.
عائلة يزن واحدة من العائلات الوافدة من الغوطة الشرقية، والتي يعمل متطوعو الهلال الأحمر العربي السوري على تلبية جميع احتياجاتها الأساسية في مراكز الإيواء التي تشكّل عتبة انطلاق لمستقبل جديد، “سأبني حياتنا من جديد، لأرسم مستقبلاً جميلاً لأطفالي وأؤمّن لهم حياة كريمة” يقول يزن عن أمله بالأيام القادمة.