في قرية شقا بريف السويداء الشمالي، تقطن يسرى البالغة من العمر 50 عاماً مع عائلتها الذين يعتبرونها مصدر تفاؤل المنزل، وتعتبرهم هي العيون التي ترى من خلالها. تعرفت يسرى على فريق العلاج الفيزيائي التابع لمنظمة الهلال الأحمر العربي السوري بعد عناء وتعب صحي لسنوات طويلة، ولم يكن اللقاء عادياً لأنه غير حياتها نحو الأفضل.
عمليات جراحيّة عدّة والنتيجة واحدة
ولدت يسرى عام 1970 لكنّها لم تتلقى كافة لقاحاتها الأمر الذي ترك لها مضاعفات صحيّة بدأت تظهر بعمر السنة والنصف عندما أصيبت بشلل الأطفال.
أجرت يسرى عمليات جراحية عدّة لتصحيح وضع طرفها السفلي الأيمن لكن جميع المحاولات باءت بالفشل، وعلى حد قولها: “بدون جدوى”.
شعورها بالفقدان زاد وضعها خطورة
مع مرور السنوات اكتشفت يسرى أنها مصابة بداء السكري، وكان في البداية تحت السيطرة، لكن وفاة والدها وأخيها خلال مدة زمنيّة قصيرة، فاقم حالتها الصحيّة وزاد نسبة السكر في الدم الذي أدى إلى فقدان بصرها.
تكاليف باهظة بدون نتائج
أصبح وضع يسرى بعد فقد بصرها حساساً للغاية، ولم تعد قادرة على القيام بنشاطاتها اليومية كالمُعتاد.
مع ذلك استمرت بدفع تكاليف علاجها على مدار 3 سنوات متتالية من عملها الخاص، وقامت بتطبيق جلسات العلاج الفيزيائي.
” كنت أدفع تكاليف العلاج الفيزيائي عام 2015 من النقود التي اقترضتها من إحدى المصارف، على أمل الانتهاء من تسديدها مع الشفاء، لكنني لم أتلقى النتيجة المرجوة”، بهذا عبرت يسرى عن حالتها خلال الأعوام الماضية التي استغرقت منها وقتاً وجهداً مضاعفاً.
تحسن ملحوظ وأمل يتجدد
بعام 2019 التقت يسرى بمتطوعي الهلال الأحمر العربي السوري، وكان اللقاء المنتظر خاصة أنهم فريق العلاج الفيزيائي المُختص الذي جاء ليتطلع على حالتها ويتابعها.
شخّص الطبيب وضع يسرى وحدد أنها بحاجة لجلسات علاج فيزيائي حتى تتمكن من الاستقلال الوظيفي والقيام بكافة أعمالها اليومية.
وبعد 8جلسات من العلاج والمتابعة الدورية مع المتطوعين تحسّن وضعها وبدأت تمشي بضع خطوات صغيرة باستخدام العكاز، لكن أملها وإصرارها على المتابعة جعل حالتها بتقدم مستمر، إذ أصبحت تقوم بتمارينها وتنجز أعمالها بمفردها.
تعتبر يسرى متطوعي الهلال الأحمر العربي السوري رفاق رحلة علاجها وبفضل جهودهم تحسن وضعها الحركي، وهي اليوم تخطط لإجراء عملية جراحية لعينها حتى تعود قادرة على الرؤية كما أصبحت قادرة على المشي.