سلمى… فتاةٌ واحدة في مواجهة معتقدات المجتمع
“كن كالغيوم؛ قاوم الرياح لتُظِل مَن تحب” شعارٌ حملته سلمى في قلبها ليرشدها ويكون دافعاً لها لمتابعة تحصيلها العلمي. لكن للمجتمع المحيط بها نظرةٌ أخرى تجاه التعليم، خاصةً تعليم الفتيات؛ فهو يجد أن المنزل هو مكانهنَّ الأنسب وليس مقاعد الدراسة؛ لذلك اضطرت لمغادرة المدرسة منذ وقتٍ طويل.
بدأت قصة سلمى بعد عودتها إلى منزلها بحي المرجة في #حلب، الذي اضطرت إلى مغادرته بسبب الظروف التي تمر بها البلاد منذ أكثر من 10 سنوات، لتُنهي تلك الفترة المليئة بالصعوبات باجتياز اختبار الثانوية العامة والالتحاق بالجامعة.
القلق يتلاشى مع قوة الإرادة
بعد سنواتٍ من انقطاعها عن التعليم، بدأت سلمى حضور جلسات توعيةٍ حول تمكين المرأة، ضمن المركز المجتمعي في المرجة التابع لمنظمة #الهلال_الأحمر_العربي_السوري، لتقرر ابنة الـ 19 عاماً أن تلاحق أحلامها وأن تتابع تعليمها؛ فتوجهت إلى مديرة الحالة في المركز تطلب منها المساعدة وتصف مدى ضياعها وشتات أمرها.
“إذا أرادت الفتاة بمجتمعنا التقدم في الحياة يجب عليها أن تتحلى بإرادةٍ قويةٍ كالصخر” هذا ما قالته سلمى وهي تصف ما ينتظرها من مصاعب مع قرار عودتها للدراسة.
مستقبلٌ مشرقٌ يلوحُ في الأفق
كان المتطوعون في المركز مصدر دعمٍ لسلمى خلال فترة دراستها، فبمساندة مديرة الحالة والخدمات التي يقدمها برنامج تمكين المرأة استطاعت ترتيب أولوياتها والتغلب على الصعوبات، ليكون النجاح حليفها في النهاية؛ إذ اجتازت امتحانات الثانوية العامة بمجموعٍ يؤهلها لدخول كلية التربية التي لطالما حلمت بها.
“لم يكن النجاح بالأمر السهل بالنسبة لي بالطبع؛ لكن مع الدعم الذي حصلت عليه هنا، الكثير من الأمور تغيرت للأفضل الآن، وأصبحتُ أرى مستقبلاً أجمل ينتظرني” قالت سلمى وهي تعبُّر عن مدى استعدادها لتقديم يد المساعدة للفتيات اللاتي يواجهن صعوبةً في إكمال دراستهن بسبب التحديات الاجتماعية، بالإضافة إلى تقديم النصائح والإرشادات التي تجعلهنَّ يتجاوزنَ العقبات.