“هموم لا تعدُّ ولا تحصى” على حدِّ قول أبو محمد، واحتياجات العائلة الكبيرة المؤلَّفة من ثمانية أولاد زادت حِمل الأعباء الملقاة على عاتقه خلال السنوات الثلاث التي قضوها في مخيم الركبان، متحمِّلين حرَّ الصيف وبرد الشتاء.
اعتاد الرجل السبعيني رعاية الأغنام خلال فترة إقامته في المنطقة، ورويداً رويداً أصبح هذا العمل سبباً لتدهور حالته الصحية، فأصيب بمرض في رئتيه، ونظراً لخصوصية وضع المنطقة لم يتمكَّن أبو محمد من تلقِّي العلاج وأخذ الدواء، أو حتى المكوث في المنزل لنيل قسطٍ من الراحة، ففضَّلَ العمل لكسب لقمة العيش لعائلته.
اليوم، يعيش أبو محمد في مركز إيواءٍ بمدينة حمص، بعد أن نقلته فرق الهلال الأحمر العربي السوري إلى أقرب مركزٍ صحي ليحصل على الدواء اللازم والتعليمات الصحية الواجب عليه اتباعها، فيما تتابع بقية الفرق توفير الاحتياجات الأساسية للعائلات القادمة من الركبان.
منذ خمسة أشهر ولغاية اليوم لم تنقطع العيادات الطبية المتنقلة أو سيارات الإسعاف الأولي عن تقديم خدمات الرعاية الصحية الأولية للعائلات في منطقة الركبان، بل عملت ليل نهار على الوصول إلى جميع الفئات المحتاجة وتقديم خدماتها لهم.