خلف هذه الماكينة يتخلّى الوقت عن ثقله ويمضي مسرعاً عندما تبدأ السيدة حميدة بخياطة كل ما يحلو لها من ألبسة ووسائد وأغطية ترضي بها أذواق زبائنها، وتؤمّن من خلال بيعها مردوداً مادياً يلبّي طلبات عائلتها.
تقول حميدة:” تربية خمسة أبناء ليس بالأمر اليسير في ظل خسارة بيتي وزوجي، إذ كان عليّ أن أبدأ من الصفر وأن أكون قوية لأجل أولادي، فالحياة ستستمر على الرغم من كل الخسارات”، وبالفعل تستمرّ حياة هذه الأم السورية بشكل أفضل بعد أن استعانت بإرادتها لتشغيل ماكينة الخياطة التي قدّمها لها فرع الهلال الأحمر العربي السوري في حمص، وهي اليوم تعتمد على ما تنتجه هي وابنتها أميرة ذات ١٨ عاماً لتوفير لقمة العيش الكريمة.