في منزل بلا نوافذ وأبواب، استراح ماهر الحسن وزوجته، من رحلة نزوح وتنقل مرهقة، استمرت ثماني سنوات، واليوم بعدما أصبح البيت أكثر أماناً وحماية له ولعائلته، ينتظر فرصة عمل تعيد له دخلاً مفقوداً، إلا من مساعدات تسد رمق أطفاله الثلاثة.
ماهر الحسن أو أبو خالد، كما يحب أن يناديه الجميع، دفعته الأزمة لترك بيته وورشته في حوش الظواهرة في الغوطة الشرقية بريف دمشق، وعندما عاد عام 2018، وجد منزله غير صالح للسكن، فيما لم يجد أدوات الحدادة الخاصة به.
وعن لحظة العودة يقول أبو خالد “كان منزلنا مهدماً بالكامل، ولا يمكن ترميمه، فاضطررنا للإقامة في منزل آخر ببلدة حوش الظواهرة، رغم حالته السيئة، فلا أبواب أو نوافذ، ولا شبكة صرف صحي، أو تمديدات كهربائية آمنة، لكن الوضع تحسن كثيراً بعد أن ساعدنا #الهلال_الأحمر_العربي_السوري، في ترميمه، وتركيب أبواب ونوافذ، وتنفيذ أعمال كهربائية وصحية“.
“البيت آمن ودافئ في الشتاء” … يقول أبو خالد /34 عاماً/، في إشارة إلى اطمئنانه على أطفاله الثلاثة، وأكبرهم 10 سنوات، وأصغرهم لم يبلغ عامه الأول، لكن ما يقلقه اليوم، غياب الدخل، وعدم قدرته على إيجاد عمل، يمكّنه من تلبية احتياجاتهم، والاطمئنان على مستقبلهم، يهمس الأب بحزن، وهو يمسك جلاء خالد المدرسي، الذي سجلت فيه المعلمة، علامات وملاحظات تظهر تفوق الابن البكر.
أبو خالد الذي ورث عن والده مهنة الحدادة، يفتقدها اليوم بشدة، بعد اضطراره لامتهان أعمال مختلفة، خلال فترة النزوح، كجمع البلاستيك والورق المقوى، وبعد العودة لم يكن بمقدوره استعادة ورشته، جراء خسارة الأدوات، كما فشلت محاولاته للعمل لدى الغير، بسبب إصابة بترت قدمه، ويقول… “رغم خبرتي ومهاراتي، لم يرضَ أحدٌ تشغيلي، بسبب حالتي الصحية“.
ويعتمد أبو خالد لسد رمق عائلته، على سلل غذائية من الهلال الأحمر، ومساعدات أهله وأخوته، بانتظار منحة سجل عليها مؤخراً، في المنظمة تمكنه من شراء أدوات حدادة، والعودة إلى العمل الذي يحب، كما باشر زيارة مركز الأطراف الصناعية التابعة لها لتحسين حركته وتخفيف آلامه.
“كل شيء سيكون أفضل، عندما أتذكر كيف كان منزلنا قبل ثلاث سنوات دون نوافذ تقي أطفالي من البرد، أو باب يغلق الحمام، فاضطر لوضع بطانية وقت الاستحمام لأبقي المكان دافئاً، وكيف تعرضت لصعق كهربائي مرتين، بسبب التمديدات السيئة، وانظر اليوم كيف بات الوضع، أشعر بامتنان كبير وأثق أننا سنكون بخير” تقول أم خالد بابتسامة جميلة.
عائلة أبو خالد واحدة من 300 عائلة في حوش الظواهرة، ساعدها مشروع الدعم الإنساني في ترميم منزلها، وهو شراكة بين الهلال الأحمر العربي السوري، والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، ويهدف إلى دعم ومساعدة، العائلات المتضررة.