22 أيار 2019، دمشق
سورية: افتتاح مشفى ميداني للأشخاص المهجَّرين في مخيم الهول
دمشق- سيتم خلال هذا الأسبوع افتتاح مشفى ميداني جديد لمعالجة المرضى ومصابي الحرب في مخيم الهول؛ لتلبية الاحتياجات الإنسانية الهائلة الناجمة عن تدفُّق الأشخاص الكبير الذي شهده المخيم خلال الأشهر الماضية.
ويأتي افتتاح هذا المشفى بالتعاون بين منظمة الهلال الأحمر العربي السوري واللجنة الدولية للصليب الأحمر والصليب الأحمر النرويجي.
يعاني أكثر من 63.000 شخصٍ ممَّن وصلوا إلى مخيم الهول منذ شهر كانون الأول من عدم القدرة إلى الوصول لخدمات الرعاية الصحيَّة بسبب الأعمال القتالية المستمرَّة ونقص الأدوية، إضافةً للدمار والأضرار التي لحقَتْ بالمنشآت الصحيَّة في المنطقة، وكان السيد فيليب سبويري قد وصف الحاجة للمساعدات الطبية في الهول “بالعارمة” بعد زيارته الأخيرة للمخيم، حيث قال: “توسَّع المخيم بسرعة كبيرة وهذا بدوره خلق تحدِّياً لعمَّال الإنسانية في الاستمرار بتلبية الاحتياجات وخاصَّةً الخدمات الطبية، فهناك الكثير من الأشخاص الذين تعرَّضوا للإصابات جرَّاء الأعمال القتالية أو خلال طريقهم إلى المخيم، واليوم وبعد مرور بضعة أشهر لا يزال هؤلاء الأشخاص دون علاج”.
وصل عدد الأشخاص القاطنين في المخيم بعد ما شهده من وفود في الآونة الأخيرة إلى 74.000 شخصٍ، يشكِّل الأطفال والنساء 90% منهم.
وحول استجابة منظمة الهلال الأحمر العربي السوري قال المهندس خالد حبوباتي، رئيس المنظمة: “نحمل اليوم على عاتقنا واجب تلبية الاحتياجات الإنسانية المتزايدة في الحسكة ليس فقط تجاه العائلات القاطنة في مخيم الهول؛ بل نسعى إلى تأمين الاحتياجات الطارئة لمتضرِّري الفيضانات المنكوبين في القرى أيضاً، فالأشهر القليلة الماضية شهِدَتْ عمل متطوعي الهلال الأحمر العربي السوري على مدار الساعة لأداء واجبهم الإنساني.
ومع تدهور الوضع الصحي ضمن مخيم الهول برزَتْ الحاجة لتفعيل هذه المنشأة الطبية الأولى من نوعها، والتي ستوفِّر مستوى أعلى من خدمات الرعاية الصحية، وأهمُّها إمكانية إجراء العمليات الجراحية بكفاءةٍ عالية، ويُعدُّ هذا المشفى الميداني من الخدمات المتقدِّمة المستخدمة في الاستجابة لحالات الكوارث، ولم نكن لنحقِّق ذلك إلَّا بدعم شركاء العمل الإنساني والأطراف المعنية المسؤولة عن تسهيل الموافقات وإيصال هذا المشفى إلى مدينة الحسكة”.
يحتوي المشفى على 30 سريراً، وسيتضمَّن في المرحلة الأولى لعمله غرفة طوارئ وغرفة عمليات وقسماً للعناية بعد العمليات الجراحية ومخبراً وبنكاً للدم، كما سيضمُّ الفريق الطبي العامل في النوبة الأولى كوادر من جمعيات الصليب الأحمر النرويجي والآيسلندي والدانماركي والفنلندي.
وفي تصريحٍ له حول عمل المشفى قال السيد بيرنت ج أبيلاند، الأمين العام للصليب الأحمر النرويجي: “يمتلك الصليب الأحمر النرويجي سنواتٍ طويلةٍ من الخبرة في نشر المشافي الجراحية الميدانية، وفريق العمل لدينا قادرٌ على تأسيس مشفى ميداني والبدء بمعالجة المرضى خلال بضعة أيام فورَ تأمين جميع المعدات، ونحن فخورون بالتعاون مع منظمة الهلال الأحمر العربي السوري واللجنة الدولية للصليب الأحمر لتقديم المساعدة في مجال العمليات الجراحية المنقذة للحياة للأشخاص القاطنين في مخيم الهول”.