يحق للطفل التعبير عن آرائه ومشاعره وأفكاره، كذلك من حقه البحث عن جميع أنواع المعلومات ومشاركتها مع الآخرين من خلال الرسم والكتابة والمحادثة؛ لكن ماذا لو كانت مدرسته التي تحتضن النشاطات جميعها خرجت عن الخدمة؟ مع خروج مدرسة واحدة عن الخدمة، يفقد مئات الأطفال حلمهم بالتعلم. بين الخروج والعودة، رحلةٌ عمرها 5 سنوات، اختصرها متطوعو الهلال الأحمر العربي السوري ليعيدوا لأطفال قرية "أبو حارات" حقهم بالتعلم، بعد تأهيل المدرسة وترميمها.
أين تقع؟
تتوضع قرية “أبو حارات” بريف السويداء الشمالي، وتبعد عن مركز المدينة مسافة 65 كم، بطريقٍ صعبٍ يجعل الوصول إليها أمراً شاقاً؛ لكن المسافات لم تبعد المتطوعين عن أداء واجبهم الإنساني.
21 يوماً من العمل المتواصل
هي المدة التي استغرقها ترميم مدرسة القرية الخارجة عن الخدمة منذ عام 2015، إذ نُفذت خلالها ورش متنوعة؛ أعمال الترميم لهيكل البناء الخارجي وتأهيله من الداخل، عن طريق:
– تركيب نوافذ من الألمنيوم
– تركيب أبواب خشبية
– طلاء الجدران
– تركيب السيراميك
إلى جانب ذلك، قاموا بترميم دورات المياه وإنجاز عمليات السباكة المعدنية.
التأهيل ساعد الأطفال على العودة
منذ عام 2015، خرجت المدرسة عن الخدمة، مما تسبب بحرمان الأطفال من حقهم بالتعلم، إذ كانت تضم 40 طالباً.
واليوم بعد إعادة تأهيلها، أصبحت تضم 200 طالباً، من الصف الأول حتى السادس الابتدائي.
كذلك ساعد الترميم على افتتاح شُعب جديدة ضمن المدرسة، لتُبقي التعليم فرصةً متاحة أمام جميع الأطفال.
ليس التدخل الأول
كان لفريق المياه وإعادة التأهيل تدخلٌ سابق في القرية على مدى عام 2020، إذ قاموا بتركيب 35 خزاناً بلاستيكياً، يضمن حفظ المياه بسعة 10 براميلٍ لكل منها، وساهموا بنشر التوعية حول فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) وطرق التعامل معه للحد من انتشاره.
تدخل متكامل
عودة 200 طفلٍ للمدرسة، بالإضافة إلى خصوصية المنطقة واحتوائها على مخلفات الحرب القابلة للانفجار، شجع كلاً من متطوعي فريق تعزيز الوعي الصحي والتوعية بمخلفات الحرب للتدخل ضمن القرية، ليرشدوا الأطفال لطرق الحفاظ على النظافة الشخصية والعامة، ونشر التوعية حول فيروس كورونا المستجد والقمل، بالإضافة إلى تعليمهم السلوكيات الصحيحة وخطوات التصرف السليم التي تضمن سلامتهم من مخلفات الحرب.
يُذكر أن تأهيل المدرسة تم بدعم من اللجنة الدولية للصليب الأحمر وبالتعاون مع مديرية التربية في السويداء، ويُعد ضماناً لاستمرارية البرنامج التعليمي وإتاحة الفرصة لجميع الأطفال العائدين للتعلم.