يبدأ توفيق (43 عاماً) حديثه بالقول: “13 سنة أشعر أنني تطوّعت في الأمس!”، فهو متطوع في منظمة الهلال الأحمر العربي السوري منذ عام 2005، وتضمنت رحلة تطوعه عدة محطّات، كان أولها عمله كسائق سيارة إسعاف، سرعان ما أحسّ برغبة كبيرة بالانضمام لفرق الإسعاف الأولي، فخضع لتدريب بمبادئ الإسعافات الأولية وباشر واجباته كمسعف إضافة لعمله الأول كسائق.
توفيق أب لأربعة أولاد وهو بالتأكيد ليس بالأمر السهل، ولكن كونه يعمل أيضاً في مجال العمل الإنساني فهذا يجعل يومه 100 ساعة؛ لإنجاز كل الأعمال و”التوفيق” بين المسؤوليات الكبيرة، “لم يعد لديّ وقت فراغ منذ زمن، لكنّي لا زلت ألعب مع أطفالي”.
عَمِلَ توفيق أثناء الاستجابة لاحتياجات الأخوة العراقيين واللبنانيين الوافدين إلى سوريا، “لكن عندما يكون المتضرر ابن بلدك، هذا يضعك كمتطوع تحت ضغط نفسي وعاطفي كبيرين”، ولا ينسى أبداً ما شعر به عند دخوله للمرة الأولى إلى بلدته عربين مع قافلة مساعدات للهلال الأحمر ورؤية منزله مدمراً، فيصف تلك اللحظات: “شعرت بانكسار لا يمكن وصفه! العمل في المجال الإنساني وشعوري بالإنجاز كان الشيء الوحيد الذي أعطاني هدوء الأعصاب وساعدني على تخطّي الخسارة”، يتابع: “اليوم أنا هنا سليم معافى، قادر على تقديم كلّ ما أملك من جهد وطاقة، وكل ما تقدّمه سيعود إليك”.