المتطوع وسيم المحمد، من متطوعي فرع منظمة الهلال الأحمر العربي السوري بالحسكة منذ عام 2008، أعمل حالياً منسقاً للجنة الإسعاف في فرع الحسكة بعد أن خضعت لعدد من الدورات التدريبية التخصصية في الإسعاف الأولي على مدى ثلاث سنوات.
كانت المبادئ السبعة للحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر هي الدافع الأكبر لعملي في لجنة الإسعاف الأولي، وبالأخص الخدمات الطبية في حالات النزاعات المسلحة لجميع الأطراف على حد سواء .
وقد رسخت منظمة الهلال الأحمر العربي السوري فينا مبادئ الإنسانية والحياد وعدم التحيز دون التفكير في الجانب المادي.
ليست الإسعاف نقل مصاب إلى مستشفى و تضميد جراحه فحسب بل هو أيضاً تقديم الاطمئنان والاستقرار النفسي، وهنا يحضرني موقف حدث معي في آخر استجابة قمنا بها بأحد أحياء مدينة الحسكة إذ شاهدنا امرأة بالعقد الثالث من عمرها وهي تحمل طفلة على يدها مقبلة باتجاهنا وهي تمشي و قد أثقل كاهلها الخوف, و قبل ان تصل الينا سقطت الطفلة من يدها وفشلت محاولة الإمساك بها فانهارت الأم أيضاً جراء تعبها الشديد.
على الفور أسرعنا إليها و نقلناها وطفلتها إلى سيارة الإسعاف وقمنا بتقديم الإسعافات الأولية لها و في طريقنا الى المشفى كنت أراقب علاماتها الحيوية حرصاً على أن لا تفقد وعيها وأنا أسجل المعلومات الخاصة بحالتها إذ كانت واعية متجاوبة فعلمت بأنها حامل بالشهر السابع, وعند وصولنا المشفى أدخلناها لقسم الاسعاف وأخذت اشرح للطبيبة المقيمة حالتها, وأنا أسرد قصتها المرضية لم انتبه بأن المرأة و هي مستلقية على سرير الفحص وقد أمسكت بيدي منذ وصولنا المشفى, فنظرت إليها فقالت لي بصوت خافت وعلامات الصدمة واضحة على وجهها
( لا تتركوني لوحدي ) فاندهشت لثقتها الكبيرة بنا .
و للإسعافات الأولية دور كبير لا يقتصر على تأمين تنفس اصطناعي للمصاب فحسب بل المساعدة في حماية الحياة و إنقاذها الأرواح واحترام وحماية المصابين والمساهمة في توعية الناس الصحية من خلال البرامج الوقائية .
و يقع على عاتقنا نحن متطوعي الهلال الأحمر أيضاً نشر الثقافة الصحية والاسعافات الأولية من خلال تدريب وتأهيل متطوعين من أبناء المجتمع المحلي وتعبئتهم للقيام بنشاطات صحية وإسعافيه في مجتمعاتهم المحلية إذ انهم سيكونون أقل عرضة للخطر حين لا تسمح الظروف لفرقنا الإسعافية بالوصول إلى مناطقهم المنكوبة.
Discussion about this post