“من هنا كانت انطلاقتي لأتجول داخل ذاتي وأبحث عن المتطوع فوجدتها في مهنتي كطبيب عملت في الإسعاف الأولي منذ عدة سنوات الى أن وصل بي الطريق في الهلال الأحمر العربي السوري فرع حماه”، …”في البداية، كنت أشارك بإسعاف المصابين إلى المشفى والمحافظة على وضعهم بأفضل حاله الى أن يتم توصيلهم الى الاختصاصيين بسبب إيماني بضرورة هذا التدخل واجب إنساني وأخلاقي”.
سأبدأ موضوعي بالقصة التي رأيتها أمام عيني
كنت في السوق وفجأة سمعت صراخ بجانب المطعم، أمٌ تصرخ وتطلب إنقاذ ابنتها التي اختنقت من الطعام.
العديد من الناس اقتربوا من الطفلة ما بين محاول لإسعافها مع الجهل بالطريقة الصحيحة للإسعاف وبين فضولي وبين خائف يدعو للطفلة..
تسمّرت قدماي وأنا أرى هذا المشهد وأشعر بالطفلة وكأنها ابنتي.. طبعا ليس كشعور أمها التي ولهفتها على ابنتها وكذلك الأب الذي كان يتمالك نفسه حتى بدأت الطفلة تفقد وعيها فصرخ (بنتي.. بنتي) …تدخلت مسرعاً لمساعدتها بإجراء مناورة هايمليش ..استمرت محاولة إسعاف الطفلة واأناء ذلك اتصلوا على الإسعاف .. ولكن حالتها تستدعي الاسعاف فورا وليس انتظار سيارة إسعاف التي قد تستغرق وقتا حتى تصل عبورا بالشوارع المزدحمة.. بعد ذلك تم إنقاذ الطفلة بإعادتها لحالتها الطبيعية بعد التخلص من بقايا الطعام التي كانت عالقة في المجرى التنفسي لها.. وكان ذلك كفيلاً بإنقاذ حياتها وبعث الأمل لديها ولوالديها من جديد..
Discussion about this post