“كانت هناك حاجة كبيرة لترميم البيوت وإصلاح الأدوات الزراعية بعد عودة العائلات” لهذا السبب اختار أمير (26 عاماً) مهنة الحدادة بعد عودته من النزوح إلى السلطانية بريف حمص، واشتغل فيها كعامل لكن دخلها لم يكفه لتعويض خساراته وتأمين احتياجات عائلته الصغيرة.
“الأوضاع تغيرت بعدما أصبحت صاحب العمل، لم تعد نهاية الشهر تقلقني، وبإمكاني شراء ما تحتاجه طفلتي متى شئت وبأي وقت “ يقول أمير عن حاله الآن، وهو من بين 380 شاباً استفاد من مشروع الهلال الأحمر العربي السوري (نوفو) في حمص بدعم من الصليب الأحمر الدنماركي لدعم الشباب والشابات خلال عامي 2023 و2024.
ويهدف المشروع لتطوير مهارات الشباب النفسية والاجتماعية والشخصية والتقنية والكفاءات المتعلقة بريادة الأعمال، ليصبحوا مستعدين للاعتماد على أنفسهم، ومؤهلين للحصول على عمل أو البدء بمشاريع صغيرة ومنحهم أدواتها، ومنهم نضال الشاب الذي بدأ العمل في مصبغة بعمر صغير، لكن القلق والتوتر لم يفارقه بسبب الضغوط الاقتصادية وصعوبات معيشية، لتأمين احتياجات أخواته الثلاث ووالديه، وهو معيلهم الوحيد.
التدريبات التي انضم لها والمنحة ساعدت نضال (29 عاماً) لشراء ماكينة خياطة وغسالة وبطارية ما أثر بشكل كبير على إنتاجية المصبغة وحسّن دخله، وعن وضعه الجديد يقول “يمكنني الآن التخطيط لمستقبلي وللزواج أيضاً” ويخبرنا بسعادة عن حلمه بتطوير مهنته وافتتاح فروع بكل مناطق حمص.
عبد القادر (33 عاماً) حقق حلمه أيضاً وأصبح “شريكاً في المكان الذي كان فيه مجرد عامل بسيط” على حد تعبيره، فالتدريبات مكّنته من فهم الفرص المتاحة، والتفكير بمشاريع قابلة للتطبيق ودراسة الجدوى الاقتصادية منها، الأمر الذي ساعده في البدء بمشروع ماكينة قص ليزر في منطقة العرقوب بـ حلب.
وبعد أن كان الأجر اليومي الذي يتلقاه كعامل لا يكفي تأمين احتياجات طفليه وزوجته، أصبح الآن صاحب مشروع ويخطط لزيادة رأس ماله لتصنيع منتجات جديدة، وهو واحد من 362 شخصاً استفادوا من المشروع بحلب.
هبة الله (33 عاماً) كانت من بين المستفيدين من المشروع أيضاً، الذي ساعدها في افتتاح معهد ينفذ دورات منها حساب ذهني وروبيك في صلاح الدين بـ حلب.
“تغير كل شيء، كنت أشعر أن جهدي ضائع، ولا أجد فرص عمل تناسب مهاراتي، لكن تدريبات ريادة الأعمال دفعتني للتفكير بعقلية مختلفة، وشجعتني للبدء بمشروعي الخاص” تقول هبة الله وهي أم لطفلين.
المعهد منح الأم الثلاثينية دخلاً ثابتاً نسبياً يغطي احتياجات أطفالها دون مساعدة أحد أو الاضطرار للاستدانة كما تقول.
ويساعد مشروع نوفو بترميم ما تسببت به الأزمة في سورية من خسارة الشباب والشابات لفرص تعلّم وتدريب كثيرة، وتلقي مهارات تعينهم لدخول سوق العمل، أو امتلاك مشاريع خاصة، في وقت تزداد فيه الحاجة لدورهم الحيوي من أجل بناء السلام ومجتمع أكثر استدامة.