كيف يهوّن الهلال الأحمر العربي السوري على العائلات طلب الرعاية الصحية؟
تنتظر مريم زيارة عيادة الهلال الأحمر العربي السوري المتنقلة إلى خان أرنبة في ريف القنيطرة، وتقطع حوالي 6 كيلومتر من منزلها لتتلقى وزوجها المعاينة، وبعض الأدوية الخاصة بعلاج أمراض القلب والربو.
” كنا سنضطر للاستغناء عن حاجات ضرورية للمنزل، أو التوقف عن أخذ الأدوية لولا العيادة” تقول السيدة الستينية فراتب زوجها التقاعدي لا يغطي كلفة الدواء المرتفعة.
مريم كآلاف العائلات في سوريا، لا تستطيع بمفردها تغطية تكاليف الرعاية الصحية والدواء، نتيجة ارتفاعها الكبير، وضعف موارد ودخل الأسر التي ترزح تحت ظروف اقتصادية وإنسانية صعبة، جراء تداعيات الأزمات والزلزال والتغير المناخي، ويعمل الهلال الأحمر العربي السوري من خلال عياداته ومستوصفاته وفرقه الجوالة لتخفيف بعض هذه الأعباء وتوفير الخدمة الطبية لمن يحتاجها.
وتزور العيادة دورياً قرى المشيرفة، أم باطنة، السنديانة، الحرية، طرنجة وخان أرنبة في القنيطرة، وتعاين وسطياً نحو 50 مريضاً يومياً وتوفر الدواء عند الحاجة.
وتواجه العائلات تحدي آخر للحصول على الرعاية الصحية، وهو توفرها، مع تضرر نحو نصف المنشآت الصحية جراء الأزمة، وتصل من أجل ذلك عيادة أطفال متنقلة كل صباح إلى 13 منطقة في ريف حمص حيث تغيب الخدمات الطبية، لتأمينها للصغار، كالمعاينات والأدوية وجلسات الإرذاذ وغيرها.
وفي حمص أيضاً، تخفف خدمات مستوصف الهلال الأحمر العربي السوري بعكرمة بعض الأعباء عن العائلات، ويقول العم سليمان الذي يراجعه بموعد شهري لمراقبة حالة الضغط والسكر والشحوم لديه منذ ستة أعوام “لا يمكنني تحمل هم شراء الأدوية التي تزداد أسعارها كل يوم” فراتبه التقاعدي لا يكاد يغطي احتياجات أحفاده الذي يعيلهم بعد وفاة والدهم.
ويوفر مستوصف عكرمة المعاينات والأدوية مجاناً، في عيادات الداخلية والأطفال والنسائية، حيث تتابع مطيعة حملها وهي في الشهر السابع، وتنتظر توأمها بفارغ الصبر، دون أن تقلقها تكاليف المعاينة وفحص الإيكو والأدوية كما تذكر.
“لولا هذه الخدمات لا أعلم كيف سنتدبر أمر الأدوية والعلاج لأطفالي الخمسة” تقول والدة مريم التي تصحبها منذ ولادتها إلى المستوصف لمتابعة حالتها كونها مريضة ربو.
وفي ريف دمشق يوفر مستوصف الهلال الأحمر بقدسيا، أيضاً خدمات مجانية في عيادات الداخلية والأطفال والنسائية مع أدوية وتحاليل مخبرية أساسية، استقبلت خلال أشهر آب وأيلول وتشرين الأول 2023 نحو 11 ألف مراجع، من بينهم أم بشار (80 عاماً) التي تقطع 4 كم من بيتها للمستوصف، للحصول على الرعاية الصحية.
أم بشار تعيش مع ابنتها بدخل محدود وبعض المساعدة من الأقرباء كما تذكر، فقد أثّر النزوح وظروف الأزمة على وضع العائلة، ووجود مستوصف قدسيا بالقرب من منزلها هوّن عليها طلب الخدمات الطبية دون أن تقلق من تكلفتها على حد تعبيرها.
وفي دير الزور تتواجد عيادة متنقلة في الريف الشرقي، لتوفير خدمات طبية للأهالي، والاستجابة في حالات الطوارئ، كما في أزمة النزوح بين أيلول وتشرين الثاني 2023، حيث قدمت الرعاية الصحية لـ 2090 شخص بينهم أطفال وكبار بالسن.
يذكر أن الهلال الأحمر العربي السوري يوفر حالياً هذه الخدمات بدعم من صندوق المعونة الصيني للتعاون فيما بين بلدان الجنوب، عبر الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر.