صغيرة البنية لكنّها كبيرة الإرادة
لم يكن سهلاً أن تفارق ياسمين ذات السبعة أعوام عائلتها في مخيم الرّكبان وتقطع مئات الكيلومترات بعيداً عنهم، ليكون حق الطفل البديهي في العيش ضمن الأسرة؛ حلم من أكبر أحلامها.
إصابتها بغيلان باريه
لم تعرف ياسمين يوماً الحياة خارج مخيم الركبان، المخيم الذي نُصبَت خيمه في صميم البادية كوخز الإبر في القلب، وضمن كل الظروف القاسية التي تعيشها هناك أصيبت بغيلان باريه الذي هاجم أعصابها وفاقم حالتها نحو شلل رخو تام، لتصبح فجأة عاجزة عن المشي، اللعب، وحتى الكلام.
رحلة العلاج
خلعت الصغيرة جزءاً من قلبها على الحدود وودّعت أهلها حاملةً حقيبة ذكرياتها الموجعة في رأسها، وهي كصغار الحمام فهل تستطيع الزغاليل أن تغادر أعشاشها وحدها؟
وصلت إلى مشفى الأطفال وحيدة دون مرافق، ولكن متطوعي الهلال الأحمر العربي السوري تناوبوا على مرافقتها طيلة فترة إقامتها في المشفى ليصبحوا عائلتها الجديدة.
وبعد أن كسبوا ثقتها ومحبتها بدأوا معها برحلة العلاج الفيزيائي التي أثمرت سريعاً، وخلال أربع جلسات فقط بدأت بتحريك أطرافها.
المشي من جديد
حوّلت ياسمين شوقها لأهلها إلى دافع للشفاء السريع، كانت تنظر إلى قدميها وتراهم يعيقانها عن العودة فتستعجلهما بالنهوض، وبعد العديد من الجلسات عادت للمشي من جديد.
ومثلما تعلّمت من المتطوعين التمارين التي ساعدتها على النهوض؛ علّمتهم كيف تصنع من ضعفها قوّة ومن شوقها دافعاً.
لا تعلم الآن إذا كانت سترى أهلها قريباً أم لا، ولكن بعد نجاحها بالتجربة القاسية التي مرّت بها أصبحت متأكّدة أنها ستكون قادرة على تجاوز الصعاب مهما بلغت شدتها، فهي صغيرة البنية وكبيرة الإرادة.