عشر سنواتٍ من الصعوبات بين الولادة والخطر والنزوح
منذ عشر سنواتٍ وحتى الآن، مرَّت كثيرٌ من العائلات بظروفٍ صعبةٍ في العديد من المناطق السورية، وهذه السنوات العشرة تشكّل عمر “نايا”؛ الطفلة التي نزحت مع عائلتها من قرية “دير فول” بريف حمص إلى السلمية بريف حماة، بعد أن تدمر منزلهم منذ سنوات، وتعرضت حياتهم للخطر.
فضلاً عن ذلك، عانت “نايا” من آثار المشكلات التي رافقتها منذ الولادة، وجعلتها تتأخر عن بقية زملائها في المدرسة؛ مما دفعها إلى رفض الاندماج، وتفضيل الجلوس وحدها، والاتكال على والدتها، التي حاولت أن تغيِّر من سلوكها، لكن دون جدوى.
نحو الاندماج والمشاركة.. عودة وبداية جديدة
بعد عودة عائلة “نايا” إلى قريتها من جديد، سمعت الأم بخدمات المركز المجتمعي في الهلال الأحمر العربي السوري، في منطقة الرستن القريبة من دير فول، فسارعت إلى تسجيل طفلتها، وعن ذلك تتحدث أمّ “نايا” قائلة:
“لم أكن أتخيل أن طفلتي ستصل إلى هذا المستوى من التطور والاندماج مع بقية الأطفال. أشعر بسعادةٍ لا توصف مع كل تحسُّنٍ ألمسه في حياة صغيرتي. بعد أن سجلتها في مركز الرعاية الاجتماعية، وأحالوها إلى برنامج التأهيل المنزلي، بدأ المتطوعون بمتابعة حالتها، ودعوني لحضور جلسات التوعية لاكتساب المهارات اللازمة لمعالجة بعض المشكلات التي تعاني منها. كان لهذه المتابعة أثرٌ كبير على “نايا” التي تطوَّر أداؤها وأصبحت قادرةً على الاندماج مع أصدقائها، لم تعد تميل إلى البقاء وحدها، وصارت تعتمد على نفسها بشكلٍ جيد. ليست “نايا” وحدها من استفادت؛ أنا أيضاً لاحظت أنني أصبحت قادرةً على متابعة حالتها والتعامل معها بأساليب تنمِّي من قدراتها في مختلف المجالات“.
خدماتٌ متنوعة للعائدين والنازحين والمتضررين
“نايا” وغيرها من الأطفال يشاركون في الأنشطة والجلسات والبرامج التي تقدمها مراكز الرعاية الاجتماعية لجميع أفراد المجتمع المحلي أو النازحين أو العائدين إلى المنطقة، داخل المركز أو عن طريق الفرق الجوالة، وتتضمن مجالات: سبل العيش، التأهيل المنزلي، الدعم النفسي، تمكين المرأة، حماية الطفل، تقديم المعينات العامة (العينية والطبية)، المبادرات المجتمعية، بالإضافة إلى الخدمات التعليمية.