قبل أيام، كانت الذكرى الأولى بعد مرور عشر سنواتٍ من الأزمة في سوريا، والذي كانت فيها المياه ومرافقها هدفاً غير مشروع؛ لذا واجه الهلال الأحمر العربي السوري وشركاؤه الإنسانيون صعوباتٍ هي الأكبر، عملوا على مواجهتها من خلال أعمالٍ واسعةٍ على امتداد البلاد.
محطات المياه… هدفٌ واحد وآلاف المتضررين
ينص القانون الدولي الإنساني على حمايةٍ كاملةٍ للمرافق الحيوية، أثناء اندلاع النزاعات. لكن محطات المياه نالت نصيبها من الضرر، الذي وصلَ في بعضها إلى التوقف الكلِّي عن العمل. وسواءً كانت محطة ضخٍ أو تنقية، فإن الآلاف لن يحصلوا على المياه. لذا عملنا خلال عامٍ واحدٍ فقط على تأهيل 75 محطة ضخٍ و8 محطات تنقية، فضلاً عن صيانة ما يزيد عن 100 ألف مترٍ من شبكات المياه و23 ألف مترٍ من شبكات الصرف الصحي. لذا كان عام 2021 هو عام الخطوات الكبيرة بلا منازع، والتي خففت من استخدام المتضررين للحلول البديلة لتأمين المياه النظيفة، تلك الحلول التي أثبتت عدم جدواها؛ إلا في جلب الأمراض المنقولة بالمياه.
شمال شرق البلاد… 3 سنوات من القلق والمياه هي أشد ما يحتاجه الناس
تكمن أهمية المياه وضرورة توافرها في أن الحاجة لوجود محطة مياهٍ هي ذاتها الحاجة لقارورةٍ فيها ما لا يتجاوز ليتراً من الماء، خاصةً في شمال شرق البلاد، الذي شهدَ تصاعداً مستمراً في النزاع. فمنذ شهر تشرين الأول عام 2019، لا تزال آلاف العائلات في محافظة الحسكة في حالةٍ من عدم اليقين باستمرار تدفق المياه من المحطة التي تغذي المدينة، والتي استجاب لها متطوعونا عبر نقل المياه بالصهاريج، أو تركيب الخزانات الثابتة، أو حتى توزيع قوارير الماء. حيث زوٍّدت 4 مخيمات و113 مركز إيواءٍ في الحسكة وغيرها بالمياه، على شكل استجابةٍ إسعافيةٍ طارئة.
حتى لا تكون الأمراض المنقولة بالمياه عبئاً آخر على النظام الصحي
مع صعوبة القدرة على تأمين مياه نظيفة، ربما تساهم الحلول البديلة في تأمين حاجة الفرد من المياه؛ لكن بالكاد تتشابه هذه المياه مع المياه النظيفة؛ فهي ملوثة وتنقل طيفاً واسعاً من الأمراض، خُصِّص لبعضٍ منها يوماً عالميَّاً، كالتهاب الكبد الوبائي، لضررها الكبير على أعضاءٍ حيويةٍ من الجسم. وفي هذا السياق، قدَّم الهلال الأحمر العربي السوري ما يزيد عن 3 آلاف طنٍ من المواد الكيميائية لمعالجة المياه، إلى جانب رفع الوعي حول هذه الأمراض، عبر تقديم أكثر من مليون من المواد المُعزِّزة للصحة، لأكثر من مليون شخصٍ في سوريا.
الجهود الإنسانية تعني تآزر الشركاء
يشكِّل الماء ما يقارب 70% من جسم الإنسان؛ لذا، فهو بشكله النظيف ركنٌ أساسيٌّ من أركان الصحة. لذا تتضافر جهود متطوعي الهلال الأحمر العربي السوري في قسم المياه وإعادة التأهيل مع كافة الشركاء في العمل الإنساني، كاللجنة الدولية للصليب الأحمر والصليب الأحمر النرويجي ويونيسف على دعم العائلات في مجال المياه والصحة، أملاً في حياةٍ أفضل للجميع.