إنها ليست سيارة لبيع المثلجات يتجمع حولها الأطفال في يوم صيفي حار، بل عيادة متنقلة ينتظرها أهالي بلدة القابون على أحر من الجمر، في منطقة لا توجد فيها مراكز صحية عامة.
راغب (6 سنوات)، ولد مع الأزمة السورية لكنها لم تخمد وميض عيونه وبرائته، فهو يتجول حول العيادة بفرح رغم ألمه الذي عبر عنه قائلا: “عم يجعني حلقي”.
يعتمد راغب كمئات الأطفال وأسرهم اليوم في ريف دمشق على العيادات المتنقلة لتلقي خدمات الرعاية الصحية الأولية مجانًا، حيث تنطلق كل يوم في الساعة التاسعة صباحا خمس عيادات، ليبدأ العاملون فيها رحلتهم عبر شوارع الريف الدمشقي للوصول الى أكبر عدد ممكن من المرضى، وتقديم الدواء اللازم لهم.
وبالرغم من معاناة الأطفال وذويهم الا أن جهود الكوادر الطبية ومتطوعي الهلال الأحمر تخفف عنهم الكثير، فالعيادة المتنقلة تضم إضافة للفريق الطبي متطوعاً للدعم النفسي أيضاً، حيث ترسم “تسنيم” للأطفال وتقدم لهم الهدايا بينما يصطف عشرات آخرون لرؤية الطبيب، وتقدم العيادات الخدمات الصحية لأكثر من 350 مريض يوميا، الى جانب مكملات التغذية.
ربما تزداد الظروف الصحية سوءاً في بعض الاحيان، ويتعرض راغب واصدقائه في الحي للإصابة بعدة أمراض لكن الأمل لا ينقطع وتسير أرجلهم الصغيرة بثقة كبيرة لتدور حول العيادة المتنقلة وكأنها سيارة لبيع المثلجات.
[g_slider source=”media: 36366,36365,36363″ limit=”52″ link=”image” title=”no”]
[/g_slider]