بقلم: مهند ميري- فرع منظمة الهلال الأحمر العربي السوري بحلب
لم تكن السيدة فطوم تتألم بسبب تعب الثلاثة والثمانين عاماً، فالسنوات التي قدمت لها منزلاً يأوي لسنوات طويلة ابناً وحيداً وأربع بنات عادت لتهدم هذا المنزل ، وتسلب منها ابنها، وتفرق بناتها…
كان دخولها إلى فرع منظمة الهلال الأحمر العربي السوري بحلب لطلب المساعدة حدثاً غير اعتيادي.. إذ ألهبت بإصرارها حماس المتطوعين الذين هبّوا لمساعدتها، وكل منهم ينافس العصا الخشبية القديمة التي تعينها على السير..
كان التحدي الأكبر في كيفية الوصول إلى مكان إقامتها لإجراء عملية التقييم، خاصة مع عدم قدرتها على تقديم معلومات واضحة ودقيقة.. لكن وبعد جهد تعرف أحد الأشخاص عليها واستطاع المتطوعون الوصول إلى مكان إقامتها.
كانت السيدة فاطمة تقيم عند ابنتها التي نزحت إلى هذا المنزل البسيط بعد أن تهدم منزلها أيضاً، وهي تستفيد من المعونة المقدمة من منظمة الهلال الأحمر العربي السوري عبر لجنة الحي بشكل دوري.
تعتبر عملية التقييم والتوزيع المواد الإغاثية عملية دقيقة إذ يبذل المتطوعون جهوداً كبيرة كي تتم عملية التوزيع بطريقة عادلة.
لم تحصل السيدة فطوم على ما كانت ترغب من المواد الإغاثية لتقدمها إلى عائلتها كونها تستفيد مع عائلة ابنتها من هذه المواد مسبقاً.. لكنها حققت غايتها بعد أن كسبت بعض الهدايا من المتطوعين.. الذين أكسبتهم الثقة والقوة والإصرار على متابعة عملهم الإنساني.
كانت تجاعيد وجهها ترسم ابتسامة النصر.. فقد أثبتت أنها لا تزال قادرة على المساهمة في إعالة الأسرة.. ومع القبلة التي طبعتها على جبين أحد المتطوعين.. أكدت أنها لن تبقى حبيسة المنزل.. وأنها ستخرج مجدداً لتثبت للسنوات مرة أخرى.. أنها ستبني عائلتها من جديد.