ابتسامة الشفاء تشرق على وجه عبد الرحمن
9 شهور فقط كان عمر عبد الرحمن عندما جاء محمولاً بين يدي والدته بجسدٍ نحيل مُتعب، إلى مستوصف الهلال الأحمر العربي السوري في درعا. كان القلق عليه حينها لا يغادر قلب أمه أو تعابير وجهها، وازدادت لوعة هذه المشاعر بعدما تم تشخيص حالة صغيرها بسوء التغذية الحاد الشديد دون اختلاطات (مواك 11.3)، بعد تحويله من قِبل طبيبة الأطفال في المستوصف إلى قسم معالجة سوء التغذية، حيث تمت معاينته من خلال قياس محيط نصف العضد لديه.
استجابة سريعة لمعاناة الصغير
بعد تشخيص حالة عبد الرحمن، باشر المتطوعون تنفيذ عملية علاجه؛ من خلال وضع خطة للتعافي وبرنامج غذائي يتناسب مع وضع الطفل. إذ بدأوا بإعطائه زبدة فستق علاجية كمرحلة أولى ولمدة أسبوعين. وحالما انقضت هذه الفترة، بدأت صحة الصغير بالتحسن، بالإضافة إلى الاختفاء التدريجي للأعراض المرافقة لحالته المرضية. انتقل بعدها المتطوعون إلى تغذيته بزبدة فستق وقائية وبسكويت عالي الطاقة؛ لحمايته من أي انتكاسات مستقبلاً والحفاظ على سلامته.
مراجعات دورية وتحسن ملموس
زيارة تليها زيارة، تمكَّن عبد الرحمن تدريجياً من الوصول إلى بر الأمان مبتعداً عن دائرة خطر الانتكاس، إذ أشارت نتائج آخر عملية قياس للطفل -بعد 3 أشهر- إلى أن مؤشر المواك عنده تحسن ليصبح (12.9)، بفضل المراجعات الدورية لمركز الهلال الأحمر والمتابعة العلاجية المستمرة له، مدةً استمرت 12 أسبوعاً، فضلاً عن تطبيق أمه لتعليمات المتطوعين، التي ساهمت في تحسنه السريع.
الشحوب يتحول إلى ابتسامة وردية
يخطو عبد الرحمن اليوم خطواته الأخيرة على درب الشفاء، ويعود إلى الحالة الصحية الطبيعية، تماماً كأي طفلٍ آخر، ليستعيد ابتسامته الوردية التي تغلبت على شحوب وجهه والنحول الذي أصاب جسده. أما والدته، فبعد صبرها وسهرها ليالٍ على صغيرها، بدأ أمل الشفاء الذي تمسكت به يتحقق أمام ناظريها، لتعود الطمأنينة تملأ قلبها بتعافي ابنها.
استقبال مستمر للحالات وحصيلة عمل
خلال كل أيام الأسبوع -عدا الجمعة- يستقبل قسم معالجة سوء التغذية والتدبير المجتمعي في الهلال الأحمر العربي السوري بدرعا، الأطفالَ الذين يعانون من مشاكل في صحتهم الغذائية، الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و6 أعوام، مقدمينَ لهم زبدة الفستق العلاجية والوقائية إلى جانب البسكويت عالي الطاقة، مع المتابعة المستمرة للمؤشرات الحيوية المرتبطة بسوء التغذية عند الصغار. علماً أن عدد الأطفال المستفيدين من القسم خلال الشهر الماضي بلغ 223، سواءً ضمن المستوصف أو خلال الجولات الميدانية للمتطوعين.
سوء التغذية مفهومه وأعراضه والتعامل معه
بحسب منظمة الصحة العالمية، يشير مصطلح سوء التغذية إلى النقص أو الزيادة أو عدم التوازن في مدخول الطاقة أو المغذيات لدى الشخص، ويشكل سوء التغذية خطراً شديداً على صحة الطفل، وخاصةً ما قبل عمر السنتين، فيؤثر على النمو والتطور البدني والعقلي. وتعتبر الرضاعة الطبيعية من أهم الأساليب التي تساهم في دعم الجهاز المناعي للطفل وحمايته من سوء التغذية؛ نظراً لاعتبار حليب الأم الغذاء الطبيعي المتكامل المليء بالطاقة والمغذيات التي يحتاجها الطفل في أشهره الأولى. وتتمثل أبرز أعراض سوء التغذية فيما يلي:
• الضعف العام وقلة النشاط
• نقص في النمو وتطور أجزاء الجسم، وتأخّر في الكلام والحركة
• الإصابة ببعض الأمراض الجلدية، مثل الطفح الجلدي
• سرعة الإصابة بالأمراض وكثرتها؛ بسبب ضعف الجهاز المناعي
• تناول الطعام بكميات قليلة
• الإسهال الشديد لفترات طويلة
• ظهور الانتفاخ في البطن بسبب ضعف العضلات الموجودة فيه، وتورّم الساقين
لذا، في حال ملاحظة أي علامة من علامات سوء التغذية عند الطفل يجب المبادرة لمراجعة طبيب مختص ومتابعة الحالة الصحية له فوراً؛ لحل المشكلة من البداية، وتجنب العواقب التي قد تؤدي للإصابة بأمراض مختلفة.