اختزلت قطع الكرتون المكدسة إلى جانب أحذية الفتيات الثلاث، الكثير من مرارة الحياة التي عاشتها عائلة "أم هيا"، خلال سنوات الأزمة في سوريا.
هرب من منزل الطفولة
تستذكر “عائشة” لحظات هرب عائلتها من “شبعا” إلى “جرمانا” بالملابس التي غطت أجسادهم فقط، حيث لم تستطع العائلة حمل أي شيء معهم، لكن مساعدة العائلات لأم هيا، أسهم في في تأمين منزل للعائلة، بالإضافة إلى الطعام وبعض الحاجات الأساسية.
على مدى 7 سنوات في “جرمانا”، تستيقظ عائشة من ال 4 فجراً خلال أيام دراسة فتياتها، لكي تعيد وضع قطع الكرتون داخل أحذيتهن، “لم أستطع شراء أحذية جديدة لهم لذلك كان الكرتون الطريقة الأفضل حتى يستطعنَ المشي بالحذاء والذهاب للجامعة” تقول عائشة.
10 كم من المشي يومياً
لم تثني المحنة التي ضربت العائلة وظروفها الصعبة، الفتيات من متابعة دراستهن في الجامعة “كنت أمشي من جرمانا إلى كلية الهمك يومياً، إذ منحتني قطع الكرتون القدرة على المشي إلى جامعتي مما ساعدني في متابعة دراستي والحصول على شهادة الهندسة” تقول “هيا”.
عودة إلى المنزل
غطت دموع أم هيا شقوق وجنتيها المتعبتين، بعد رؤيتها لمنزلها نصف مدمر، لكنها سرعان ما مسحت دموعها وبدأت في إزالة ركام غرفة أطفالها.
أثناء عمل العائلة في إصلاح المنزل، حصلوا على مساعدات إغاثية غذائية وغير غذائية، التي وزعها الهلال الأحمر العربي السوري، لمساعدة العائلات الأشد ضعفاً العائدة إلى منازلها في “شبعا”، على العيش والاستقرار مرة آخرى.
مشروع التحويلات المالية غير المشروطة
بعد استقرار العائلة في منزلها، عملت أم هيا في تربية الماشية، لكن ارتفاع أسعار الأعلاف كاد يدفعها لبيعها، لكن حصولها على مشروع التحويلات المالية غير المشروطة منعها من ذلك.
حصلت العائلة على الدفعة المالية الأولى عبر شركة الهرم، وستحصل على دفعتين لاحقتين خلال الشهرين القادمين، وذلك بهدف منع خسارة الأصول وحماية أنشطة سبل العيش في المنطقة.
عائلة عائشة واحدة من بين عشرات العائلات التي استفادت من مشروع التحويلات المالية غير المشروطة في ريف دمشق.