التعليم، الغذاء، المسكن، واللّباس، جميعها من حقوق الطفل الأساسية، لكن ماذا عندما تتحوّل هذه الحقوق إلى واجبات، وأصبح الطفل يقوم بكافة أعماله بنفسه، مضافاً إليها مهامٌ أخرى فرضتها ظروفٌ استثنائية أجبرته على الخروج عن المألوف!
ماذا ينتظرها بعد عودتها من المدرسة؟
تحاول دلال يومياً أن تعود باكراً من مدرستها الموجودة ضمن مركز الإيواء، لاستثمار الوقت في إتمام واجباتها المدرسيّة، وإنجاز ما تحمله من مسؤولياتٍ تجاه عائلتها، فهي تقوم بتدريس أختها الصغيرة، تعبئة المياه، وتحضير الطعام، فضلاً عن حضور جلسات التوعية مع متطوعي الهلال الأحمر العربي السوري، واستلام المعونة المخصّصة لعائلتها بالنيابة عن والدتها.
ظروفٌ غير عادية
ابنة ال 14 عاماً؛ فرضت عليها الظروف أسلوب حياةٍ جديداً، محمّلاً بالمسؤوليات ومثقلاً بالأعمال، وذلك بعد تعرّض والدها لعدة جلطاتٍ دماغية أفقدته القدرة على تحريك أطرافه السفليّة، واضطرت العائلة على إثرها إلى الإقامة ضمن مركز الإيواء لعدم القدرة على استئجار مسكنٍ خاص.
مسؤولياتٌ إضافية
حالة الأب تتطلب عناية مضاعفة، تقدّمها له دلال ريثما تعود والدتها من عملها الشّاق أيضاً، لتبدأ الطفلة بعدها بتعبئة المياه وجلب حاجيّات المنزل.
معنى آخر للعطلةِ الأسبوعية
قد تخفف أيّام العطلة عناء الأسبوع على الطلّاب، لكن يختلف معناها لدى دلال التي تعدّها فرصةً لكسب المال، فتعمل خلالها بقطف التفاح كي تستطيع مساعدة عائلتها وتأمين المستلزمات لها ولأخويها.
كغيرها من الأطفال؛ فرض عليها عقد سوريا المؤلم تحدياتٍ كبيرةً، إذ تُعدّ دلال واحدةً من الفتيات اللواتي يتحمّلن مسؤولياتٍ ثقيلة، ويقدمن الكثير من الاهتمام والرعاية لمن حولهم، فأجسادهن الصغيرة تملؤها عزيمةٌ ممزوجةٌ بالحب والتضحيات.