في الوقت الذي يعاني فيه الأطفال آثاراً سلبية للنزاعات، وندوباً على صحتهم الجسدية والعقلية والنفسية، تبدو آثار المرض أكبر بالنسبة لـ “نور” التي تعاني بالإضافة إلى ذ لك من مرض الصرع، وآثاره على تعليمها وحياتها الاجتماعية، تلك الآثار التي بدأت تتلاشى بعد حضورها أنشطة الدعم النفسي الاجتماعي في الهلال الأحمر العربي السوري.
لحظاتٌ لا تقدر بثمن
أتذكر زيارتي الأولى إلى فريق الكافات في الخدمات المجتمعية، كانوا لطفاء جداً، تقول “نور” والابتسامة تعلو وجهها.
تضيف “سلوى” وهي قائد فريق “الكافات” في وحدة الخدمات المجتمعية: لم تكن نور تشارك في الأنشطة في البداية، لكنها بدأت تتطور مع التحفيز، إلى أن أصبحت من أول المقبلين على التواجد في المركز عندما نعلن عن إقامة نشاط للأطفال، وتقول أيضاً: أشعر بإنجاز كبير عندما أغيّر شيئاً ما نحو الأفضل في حياة طفل.
قيمٌ جديدة وسلوكٌ سليم في حياة الطفلة
لحظات تخطف الأنفاس عندما مرضت نور، كان يوماً لا ينسى، لكن اليوم أصبح حضورها إيجابياً، فالقيم الإيجابية التي تعلمتها من الفريق، بدأت تنشرها وتحث رفاقها عليها مثل رفض الأذى والتنمر. تغيّرت نحو الأفضل وأصبحت اجتماعية أكثر وبدأت تعتمد على نفسها في إنجاز مهامها اليومية، حتى بدأت ألاحظ مشاركتها في الأحاديث العائلية، وتشارك في صناعة المشروب المفضّل لدى الضيوف، تقول الأم.
كيف يجعل الدعم النفسي الاجتماعي الأطفال أصحاء سعداء؟
أصبحت “نور” تصر على الحضور إلى المركز لأن الأنشطة ممتعة بالنسبة لها، أصبح لديها أصدقاء، وشعرت بثقة كبيرة بنفسها، فالأنشطة الهادفة تحفّز الطفل لاسيما الأنشطة الحركية التي تساعد بشكل واضح في دعم الصحة النفسية للطفل، والنماء العقلي والجسدي للأطفال، خاصةً نور، الطفلة ذات ال 15 عاماً والمولودة في قرية الكافات في أقصى الريف الشرقي لمحافظة حماة، والتي تحضر أنشطةً في مركز تدعمه الانترسوس.