الأجساد الهزيلة، والأضلاع التي ترتسم خلف جلد رقيق شاحب، لم تعد مشاهداً على التلفاز من دولٍ بعيدة؛ إنما واقعاً يعاني منه أطفالٌ كُثر يعيشون تجربة مرض سوء التغذية في بلدهم سوريا، الذي انضم حوالي نصف مليون من أطفاله إلى قائمة طويلة تضم الأطفال الذين يعانون من هذا المرض حول العالم.
التدبير المجتمعي لسوء التغذية الحاد: مشروعٌ يسعى لأن يكون بحجم التحديات
مع شمس كل صباحٍ جديد، تواجه العديد من العائلات تحدٍّ يتمثل بتأمين الغذاء المناسب لأطفالها؛ بيدَ أن غذاء أغلبها باتَ يفتقر للعديد من العناصر الغذائية، كالبروتين والفيتامينات والكربوهيدرات، التي أصبحت تُعتبر رفاهيةً لا تُحتمل نفقاتها. لذا، فإن رصد حالات سوء التغذية عند الأطفال والأمهات الحوامل والمرضعات في مدينة سلمية وريفها بحماة ومتابعتها لحين تعافيها؛ هدفٌ هام بالنسبة لمشروع التدبير المجتمعي، الذي يُنفذ عبر عيادة التغذية في مستوصف السلمية، التابع للهلال الأحمر العربي السوري.
عملٌ ميدانيٌ مثمر
على امتداد مدينة سلمية وريفها شرقي حماة، توجد العديد من القرى النائية، التي يصل إليها الفريق التابع لعيادة التغذية، رغم المسافات، لإجراء المسح التغذوي ورصد حالات سوء التغذية فيها، ثم تنفيذ الخطط العلاجية للمصابين، بالإضافة إلى تقديم رسائل عن الإرضاع الوالدي؛ مما يساعد في نموٍ سليم ومتكامل للأطفال، حيث استفاد من هذه الأنشطة 1316 طفلاً و587 أماً، من خلال الزيارات الدورية ومراجعة العيادة.
خطةٌ علاجيةٌ مُحكمة
وإلى جانب رصد هذه الحالات، يقوم متطوعو الهلال الأحمر العربي السوري برفد عمليات المسح والتثقيف للأمهات بتقديم زبدة الفستق العلاجية للأطفال والفيتامينات للأمهات، كخطةٍ علاجية للمرضى المستفيدين، وذلك بدعمٍ من الصليب الأحمر الكندي.