“كان الذهاب إلى المدرسة يخيفني، فأنا لا أجيد القراءة والكتابة كما بقية زملائي، فقررت تركها والبقاء بالمنزل لمساعدة أمي” تقول ذكرى (13 عاماً) وهي تعيش مع عائلتها في قدسيا بـ ريف دمشق، بعد نزوحهم من دير الزور بحثاً عن الأمان عام 2018.
عائلة ذكرى المكونة من 11 فرداً اضطرت للسكن بمنزل فارغ إلا من بعض الضروريات، ولم يكن متاحاً مع ظروف النزوح والوضع الاقتصادي، أن تلتحق الطفلة بدورات تقوية، ما أثّر على مستواها الدراسي على حد تعبيرها.
وفي عام 2023، غيّرت ذكرى قرارها، بعد التحاقها بدورات الفاقد التعليمي في مركز الهلال الأحمر العربي السوري المجتمعي بقدسيا، وعادت للدراسة، وهي تحقق الآن نتائج متميزة، مع دعم وتشجيع كادر المركز لها، وتسجيلها في مقهى حل الوظائف.
“الرياضيات أصبحت مادتي المفضلة، وأريد دراستها في الجامعة” تقول ذكرى عن حلمها وهي واحدة من 542 طفلاً التحقوا بدورات الفاقد التعليمي عام 2023 في ريف دمشق، الموجهة للأطفال المتسربين من المدرسة، لمساعدتهم على تحسين مستواهم العلمي وتشجيعهم على العودة، وذلك بدعم من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
“أشعر بسعادة كبيرة كل صباح، عندما أرى ابنتي تستيقظ بنشاط وتستعد للذهاب إلى المدرسة، بينما كانت سابقاً تصاب بنوبة بكاء بمجرد ذكر الموضوع” تقول والدة ذكرى.