كغيرها من السوريين عانت فاطمة من تبعات الأزمة، فظروفها الصعبة سبّبت تراجعاً في أدائها الوظيفي والاجتماعي، بينما أدّت اضطرابات النوم إلى ضعف بالتركيز وخمول وصداع، لكنها لم تستسلم “في البداية تردّدت كثيراً بخصوص القدوم إلى العيادة النفسية، لكن رغبتي بإيجاد حل دفعتني لزيارتها” تقول فاطمة.
في قسم الصحة النفسية بمركز الرعاية الاجتماعية التابع لمنظمة الهلال الأحمر العربي السوري التزمت فاطمة بخطّة التدخّل، التي بدأت بجلسات تثقيف عن الأعراض التي تعاني منها، ثم عُرِضت على الطبيب النفسي لتحصل على العلاج الدوائي المناسب، انتهاءً باشتراكها في أنشطة الدعم النفسي الاجتماعي الترفيهية.
بمتابعة العلاج الدوائي والسلوكي تمكّنت من تخطّي العقبات، ونجحَت في التركيز على نقاط القوة والنواحي الإيجابية في حياتها، تقول بتفاؤل: “أصبح لدي أمل في أن أؤمّن لأولادي حياة كريمة”، فبالتنسيق مع برنامج التدريب المهني التابع لمشروع الدعم الإنساني والمدعوم من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، حصلت فاطمة على منحة مالية لفتح محل بقالة، معبّرة عن فرحتها بالقول: “عُدت للاهتمام بعائلتي وصحتي، وأنا فخورة بما وصلت إليه، كما أنّي أصبحت قادرة على التعامل مع المشكلات وحلّها”.