لم يسمح محمد لعقدٍ ونصف من الإعاقة أن تكون واقعاً، وكان مؤمناً بأن الإعاقة لا تحدد هويته وما يمكنه القيام به.
فَقَدَ محمد (36 عاماً) رجله بالكامل إثر مرضٍ عضال، ولم يعد قادراً على مطاردة أحلامه وتحقيق طموحاته، بل أضحى معتمداً وبشكل كلّي على أهله في تأمين احتياجاته ومستلزمات أسرته.
تخنقه الدموع عندما “لا ينسى” أنه لم يؤمن مستقبل أطفاله الأربعة، الذين يكبرون أمام ناظريه يوماً بعد يوم، وهذا ما شكَّل عنده حافزاً للتقدم عندما أخبره صديقه بأن الهلال الأحمر يمكن أن يساعده رغم استثنائية وضعه، فكانت بداية الرحلة.
رغم مشقة السفر من الحسكة -رأس العين إلى دمشق، والتكلفة التي اضطرته لبيع النعجتين اللتين كان حليبهما مصدر دخل الأسرة الصغيرة. سبقه أمله إلى مركز الأطراف الصناعية التابع لمنظمة الهلال الأحمر العربي السوري.
فور وصوله، عاينه الطبيب لمعرفة قابلية تركيب الطرف الصناعي، ومن ثم انتقل إلى مرحلة أخد القياسات ليتم تصنيع طرفه الجديد.
في زيارته الثالثة، وبقوّةٍ نشأت نتيجة الألم والأمل، استطاع الوقوف من جديد للمرة الأولى منذ زمن بعد تركيب الطرف وبمساعدة المعالج الفيزيائي والفنيين.
بعد رحلة علاج لم تكن طويلة إلا أنها كانت حافلةً بالدموع والانتظار والعرق، يشعر محمد بسعادة غامرة وهو يحاول استعادة حياته القديمة، وبأنه اتخذ “خطوة أولى” صعبة، لكنها نقلة نوعية نحو المستقبل.
ويفخر الهلال الأحمر العربي السوري في كونه جزء من هذه الرحلة
[g_youtube url=”https://www.youtube.com/watch?v=sOHNBg9XzvU&t=13s”][g_youtube url=”https://www.youtube.com/watch?v=sOHNBg9XzvU&t=13s”][/g_youtube]