“أصبح لدي أملٌ كبير بأن أصلح منزلي شبه المدمَّر، وأتمكَّن من تأمين معيشة كريمة لأولادي الستة كما كنت أحلم” هذا ما قاله توفيق خلال زيارتنا له.
غادر توفيق مع عائلته مدينة دوما إلى قرية عين التينة في منطقة القطيفة نتيجة الأحداث الصعبة التي مرت بها المدينة، وكان قد عَمِلَ في مهنة الحدادة ثمانٍ وعشرين سنة مما أكسبه خبرة كبيرة في هذا المجال، فاكتسب سمعةً جيدة خلال عمله بإحدى الورشات في القطيفة، ولكنَّه مع ذلك كان يعمل بأجرٍ يوميّ؛ لذا سعى لامتلاك ورشته الخاصة ليمنع استغلال خبرته من قِبَل أصحاب المهن، وهذا ما دفعه لزيارة مركز الرعاية الاجتماعية في القطيفة التابع لمشروع الدعم الإنساني في منظمة الهلال الأحمر العربي السوري؛ للتسجيل في برنامج المنح والمشاريع الصغيرة المدعوم من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين.
وعند زيارتنا له للتأكُّد من سير عمله بشكلٍ جيد أظهر توفيق تقدُّماً واضحاً، حيث أتيحت له الفرصة للعمل بشكلٍ منفرد والاستفادة من أرباحه بشكلٍ كامل دون تقاسمها مع أصحاب الورشات، وبالرغم من الفترة القصيرة لحصوله على المنحة إلَّا أنه امتلك شهرةً كبيرة وأصبح مقصداً لكثير من أهالي المنطقة، مما ساهم بزيادة مردوده الذي استثمره في شراء ما كان ينقصه من العُدد المهنية لتوسيع عمله.