“شهد” طفلة بعمر السنتين، عاشت أسرتها قبل ولادتها في محافظة الرقة، التي تبعد عن العاصمة دمشق نحو 445 كم، حيث اعتمدت الأسرة في معيشتها على الزراعة والعمل اليومي؛ لكن الأزمة الصعبة التي عاشتها المنطقة منعت العائلة من الوصول للأرض وزراعتها.
ومنذ ذلك الحين، بدأت كمية الطعام التي تتناولها العائلة بالتضاؤل شيئاً فشيئاً، مما أثَّر سلباً على “شهد” التي كانت لا تزال داخل رحم والدتها.
معاناةٌ منذ اليوم الأول
انتقلت الأسرة إلى مدينة جرمانا بحثاً عن الحياة، وما هي إلا أيامٌ قليلة حتى خرجت “شهد” إلى العالم بصرخاتٍ عالية وجسدٍ هزيل. فحصتها طبيبة الأطفال المتواجدة أثناء الولادة، لتشخِّص حالتها بمرض “الحُثال” (مرضٌ وراثيٌّ يصيب جميع أنواع العضلات في الجسم، ويتميز بضعف العضلات، بدءاً من الحوض، ثم يتطور بسرعة ليصيب جميع عضلات الجسم)، بالإضافة إلى إصابتها بشلل الطرفين السفليين وخِلع ورك ولادي ثنائي الجانب وسوء تغذية حاد.
بصيص أملٍ في الأفق
طلبت الطبيبة من العائلة التوجه إلى عيادة الهلال الأحمر العربي السوري لسوء التغذية في جرمانا. “بعد إجراء الفحوصات؛ من وزن وطول ومواك، تبيَّن وجود حالة سوء تغذية” تقول المعالِجة المسؤولة عن حالة الطفلة.
قُدِّم للطفلة زبدة الفستق السوداني العلاجية والوقائية (sup – nut)، وحُوِّلت مباشرةً إلى قسم العلاج الفيزيائي، لإدخالها في طور العلاج بشكلٍ أسرع.
لونُ خدَّيها دليلٌ على شفائها
التزام العائلة بالتعليمات والزيارات الدورية وإطعام الطفلة العلاج المخصص لها؛ أثمر خلال 6 أشهرٍ بشفائها التام من سوء التغذية، والذي ظهرَ واضحاً بتورُّد خدَّيها.