من يعرف أم محمد يدرك جيداً مدى ارتباطها بالأرض وحبّها للزراعة إلى الحد الذي يجعلها تصف معاناة فراق زوجها وابنيها بالقول: “ذبل ورد الحديقة حزناً على فراقهم”، في حين يذهب البعض إلى التأكيد على متانة وقوة العلاقة بين أم محمد والأرض من خلال تشبيهها بشجرة الزيتون المعطاءة على الدوام، والتي وإن حنت الريح أغصانها ما زالت صامدة ومتجذّرة في التربة وثابتة.
كان مشروع الحدائق المنزلية الذي وفّر من خلاله فرع الهلال الأحمر العربي السوري في القنيطرة البذار والأدوات الزراعية للمستفيدين فرصة بالنسبة لأم محمد، كي تستثمر خبرتها بالزراعة محقّقة زيادة في الإنتاج، حيث بدأت تجني الخضروات الشتوية في سعيها للوصول إلى حالة من الاكتفاء الذاتي لها ولأبنائها، الذين ما زالت تحتضنهم كي تنبت فيهم الإنسانية والتربية الصالحة، كما تنبت الأرض خيرات جمّة بالاهتمام والمتابعة.