بعد إطلاق مشروعه الخاص… أبو صبري يستعيد استقراره المادي
“كانت الحياة أسهل؛ لكن سنين الأزمة جعلتها تثقل كاهلي، وحمّلتني أعباءً كدت أعجز عن تحمّلها”. يُحدِّثنا أبو صبري بغصةٍ عن مرارة العيش التي قاساها برفقة عائلته في سبيل العيش بأمان وتوفير مستلزمات الحياة الأساسية، فبعد أعوامٍ من الاستقرار المادي بفضل مهنة الدهان التي يبرع فيها، أدارت الظروف ظهرها للرجل الخمسيني وأسرته، ولم يشأ له القدر أن يبقى في حالٍ ميسور؛ إذ اضطر نتيجة الأزمة إلى تجرُّع مرارة النزوح المتكرر مع عائلته، بالإضافة إلى فقدانه كامل معداته، ليعود عامل مياومة في مجال الدهان، بعد أن كان يعمل مدةً قاربت العشر سنوات في متجرٍ مستقل يملك كامل أدواته.
صعوبةٌ كبيرة في تلبية احتياجات أسرته
أبو صبري أبٌ لخمس بنات وشابين، توفي أحدهما خلال سنوات الأزمة، بينما يعاني الآخر من إعاقةٍ بصرية تتطلب علاجاً دائماً، يضطر الأب أحياناً للذهاب إلى دمشق لتأمينه لابنه، في حال عدم توفره داخل درعا. أما زوجته فتعاني من عدة أمراضٍ مزمنة تتطلب توفُّر الأدوية بشكلٍ دائم. كل تلك الأمور، جعلت دخله الشهري كعامل مياومة لا يكفيه لسد كافة الاحتياجات الكبيرة لأسرته، كما حمَّلته عبء العمل لساعاتٍ طويلة ليستطيع توفير الحد الأدنى من تلك المتطلبات.
بصيص أملٍ بعد طول معاناة
ولأنَّ في نهاية كل طريقٍ وعرٍ، بصيصُ أملٍ بالانتظار؛ ابتسم القدر للأب الخمسيني أخيراً، بعد سماعه أن الهلال الأحمر العربي السوري يمكن أن يساعده من خلال المنحة الخاصة بالمشاريع الصغيرة، ليتوجه إلى مركز الرعاية الاجتماعية المصغَّر في بلدة “خربة غزالة” والذي عمل على تقييم احتياجاته ودراسة وضعه؛ فحصل بعد اختياره كمستفيدٍ من المنحة على التمويل اللازم لافتتاح مشروعه الخاص في مجال الدهان وبخ الأبواب والنوافذ.
بدء قطاف ثمار العمل
بعد زيارة المتطوعين الأولى للمشروع، تبيَّن أن أبو صبري استثمر سنين خبرته وسمعته الحسنة بشكلٍ جيد، كما أن وقوع محلَّه ضمن حيٍ سكني بالقرب من حداد جذب عدداً أكبرَ من الزبائن؛ فبدأ بجني الأرباح بشكلٍ تدريجي، وأصبح لديه دخلٌ منتظم ساهم في إعالة أفراد أسرته وتلبية الاحتياجات المترتبة عليه تجاههم.
تحسنٌ ملحوظ ووصولٌ للاستقرار المادي
بعد مرور عدة أشهرٍ على استفادة أبو صبري من المنحة، تبدَّل حاله نحو الأفضل؛ إذ بات قادراً على توفير كامل الاحتياجات الأساسية لأفراد عائلته من غذاءٍ ودواءٍ ولباس، ومن دخله اليومي تمكَّن من جمع مبلغٍ اشترى به أدواتٍ خاصة لعمله في الدهان، إضافةً لشرائه مواداً انطلق من خلالها في مشروع لبيع الذرة مساءً، لتحسين وضعه المعيشي بشكلٍ أكبر.
برنامج المشاريع الصغيرة في سطور
يهدف برنامج المشاريع الصغيرة لمساندة الأسر العائدة في سعيها لاستعادة مصدر رزقها والوصول إلى الاستقرار المادي، إذ استفادت منه خلال العام الماضي 10 عائلات في عدة مناطق بريف درعا، والتي ترتفع فيها نسبة الإعالة، علماً أن البرنامج مدعوم من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين.