بالعودة إلى مقاعد الدراسة… ندى تتحدى إصابتها
ابتسامتها شكلٌ من أشكال الإرادة
خلف الابتسامة اللطيفة التي تتميز بها “ندى”، إرادةٌ كبيرةٌ واجهت المصاعب التي عانت منها خلال سنين عمرها القليلة؛ فالطفلة ذات الثمانية أعوام تعرضت خلال نزوحها من منزلها في الرستن إلى إصابةٍ بالغة بالشظايا، أدت إلى بتر ساقها.
وميض أملٍ اختفى
كانت فترة ما بعد عملية البتر غايةً في الصعوبة والألم على الصغيرة، واضطرت لترك مقاعد الدراسة على إثرها. لتحصل بعدها على طرفٍ اصطناعي بمساعدة الهلال الأحمر العربي السوري، فعادت إلى المدرسة من جديد. لكن لم تكن العودة للحياة الطبيعية سهلةً على “ندى”؛ حيث تعرضت للتنمر وعاشت ضائقةً نفسية جعلتها تشعر بالاكتئاب والوحدة، ولم تعد ترغب بالذهاب الى المدرسة.
الإرادة لا تنطفئ
رغم كل ما حدث، بقيت الإرادة ترافق رحلة “ندى” وعائلتها، فقصدوا مركز الرعاية الاجتماعية في الرستن بحثاً عن الوسيلة لإكمال الطريق، حيث حصلت على عكازاتٍ طبية ودُرِّبت على كيفية استخدامها، لتعود إلى المدرسة بهمةٍ أقوى ومشية أفضل. حِرص ندى على استكمال الدراسة، جعلها تواظب على دورات التقوية في البرنامج التعليمي ضمن مركز الرعاية الاجتماعية، لتعويض الفاقد التعليمي خلال فترة غيابها. وبالفعل، أصبحت واحدةً من الأطفال المجتهدين في مدرستها، وصارت تشارك وتتفاعل وتلعب مع بقية الأطفال بشكلٍ أكبر، بعد حضورها لجلسات وأنشطة المركز المتنوعة بين الترفيه والتوعية.