صحةٌ جيدة، لعب، تعلم، تشارك اللحظات الجميلة؛ حقوقٌ يتمناها كل طفل، لكنها كانت بعيدة المنال عن محمد ذو الخمسة أعوام، نتيجةَ معاناته من شلل في طرفيه السفليين. وما زاد الأمور سوءاً بالنسبة إليه، وحشةُ البقاءِ معظم الوقت في المنزل وحرمانه من أبسط حقوقه، فترك ذلك حزناً في عينيه وحسرة في قلب أمه.
الأم تبحث عن الحل
معاناةٌ طويلة لازمت الطفل وأسرته؛ ولكن كُتِب لها أن تنتهي تدريجياً. فقد علِمَت والدته من جيرانها أن الهلال الأحمر العربي السوري بإمكانه المساعدة، فتوجهت إلى مركز الهلال الأحمر بدرعا ليباشروا على الفور تلبية احتياجاته، وكانت البداية بتوجيه والدته إلى استخراج بطاقة أشخاص ذوي إعاقة لتتمكن من الحصول على المساعدات الإغاثية التي يستحقها صغيرها.
بداية التعافي
بعدها، بدأت مرحلة متابعة الحالة الصحية له، فأحاله المتطوعون إلى طبيبة الأطفال، التي لاحظت نقص وزنه مقارنةً بأقرانه، فحصل على المكملات الغذائية لتساعده على استرداد عافيته. أما صعوبة التحرك خارج المنزل، فقد باتت من الماضي، بعد استلامه كرسياً متحركاً سهَّلَ عليه التنقل برفقة والدته لزيارة الأقارب أو حتى للتسوق.
الحلم يتحقق
أقلامُ رصاص، ألوان، دفاتر، حقيبة مدرسية، أطفالٌ يتشارك معهم التعلم والبهجة؛ تفاصيلٌ لطالما حلُم محمد أن يشعر بها ويتحسسها بيديه. واليوم، أصبحت حقيقةً ردَّت إليه سعادةً كانت غائبة عن قلبه، فلم يكتفِ المتطوعون بتأمين الرعاية الصحية الضرورية له فقط؛ إنما بادروا إلى دمجه مع أقرانه أيضاً، من خلال تسجيله في الروضة، التي وصفتها والدته بأنها: “نافذةُ أملٍ أطلَّ منها نورٌ دافئ على حياة طفلها الأصغر”.