لا يفارق مؤيد أخيه محمد على الإطلاق. يلعبان، يأكلان ويدرسان سويَّةً، كما أنهما حفظا طريق المستوصف الطبي التابع لمنظمة الهلال الأحمر العربي السوري وعياداته وأطبائه ومتطوعيه أيضاً.
لم يَعُد شعار الهلال الأحمر غريباً بالنسبة لمحمد (7 سنوات)، فأصبح أكثر هدوءاً عند معاينته في عيادة الأطفال، تقول أم محمد، وتبتسم، ثم تضيف: “لم يكُن التوحُّد عائقاً أمام عيادة الأطفال في التعامل مع محمد، بل كان الاهتمام الخاص والمحبة الكبيرة أسلوبهم”، الأمر الذي جعلها تُطلِع المتطوعين على كل تفاصيل تحسَّن ابنها في كل مرة تعود فيها للمستوصف، منها ازدياد سرعته في الإجابة عن جدول الضرب بالرياضيات.
كلُّ أمٍّ ترى أن طفلها هو الأفضل والأجمل بين أقرانه، كذلك حال أم محمد، فهي أيضاً تسرع إلى المستوصف عند ملاحظتها أي عارضٍ مرضي ولو كان بسيطاً، وتقول: “قُرب المستوصف من المنزل وخدماته المجانية، تخفِّف الأعباء الجسدية والمادية بشكل كبير، خاصةً مع الظروف المعيشية الصعبة التي نعيشها”، والشعور الذي تعتبره أم محمد الأهم عند دخولها مستوصف الهلال الأحمر هو (الاطمئنان).