حتى في لحظات الانتظار تحرص أم عبدو على أن تكون منصفة، إذ تختار الجلوس وسط والدتها وابنتها لترعى كلّ منهما بعين، منتظرة تلقّيهم للرعاية الصحية في مجمع الهلال الأحمر الطبي بمدينة جرمانا والذي تستفيد من خدماته هي وجميع أفراد أسرتها.
تدرك أم عبدو عبر سنواتها الأربعين معنى الرعاية وجوهر الأمومة في الأوقات العصيبة عنما تصبح الأم مصدر الأمان والقوة لأربعة أبناء كان عليها أن تنتقل وإيّاهم من محافظة إدلب إلى ريف دمشق بحثاً عن الاستقرار في الوقت الراهن، وبحثاً عن المستقبل الأفضل الذي تسعى لأن يمضي نحوه أولادها بخطوات واثقة وثابتة بفضل إتمامهم تعليمهم وحصولهم على الشهادات الجامعية قائلة: “همّي الوحيد هو رعاية أطفالي حتى يتابعوا تحصيلهم العلمي ويضمنوا المستقبل”.