يحتفي العالم في شهر كانون الأول من كل عام وبالخصوص في الخامس منه باليوم العالمي للتطوع، الذي يعتبر يوماً رمزياً يهدف لشكر المتطوعين على مجهوداتهم الانسانية إضافة لزيادة وعي الجمهور حول مساهمتهم في المجتمع.
ونحن كجزء من الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر إذ نُعتبر أكبر شبكة متطوعين في العالم، تقدم خدماتها في أكثر من 180 بلداً حول العالم ضمن الجمعيات الوطنية كالهلال الأحمر، ولأن الخدمة التطوعية واحدة من المبادئ السامية التي نعمل من خلالها كالحياد وعدم التحيز والاستقلال، كان المتطوع يشغل مكاناً جوهرياً وأساسياً في المهام والأنشطة التي يقوم بها الهلال الأحمر العربي السوري
قدم المعرض والذي احتوي على أكثر من 100 صورة، مشاهد للعديد من المهام والأنشطة التي قام بها متطوعو الهلال الأحمر العربي السوري فرع حلب خلال العام المنصرم 2014، التي تعكس إصرارهم على البذل والعطاء لوطنهم و تقديم الخدمات للإنسان أينما كان، في ظرف يمر صعباً عليهم كما يمر على باقي أفراد المجتمع، الذي هم جزء لا يتجزأ منه.
ليست الأزمة الأولى التي تمر على الكثير من متطوعي فرع حلب، الذين أمضى بعضهم أكثر من 15 عام في خدمة الانسانية، في لجنة المتطوعين الشباب التي يصادف تاريخ تأسيسها هذه الأيام من السنة، فالأزمة العراقية والأزمة اللبنانية هي مثال لأزمات استجاب فيها متطوعو الهلال الأحمر بشكل فعال وملفت، إلا أن الأزمة التي تشهدها سورية هي الأزمة الأكبر والأصعب كون المتطوعون جزء من المجتمع الذي يعصف به أزمة من أعقد الأزمات التي مرت على البشرية، وملتزمون خلالها بمبادئهم السبعة السامية في الانسانية والحياد وعدم التحيز والوحدة والاستقلالية والخدمة التطوعية والعالمية. فاستحقوا جائزة السلام العالمي التي منحت لهم في اجتماع الهيئة العامة الأخير لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في سيدني.
تلك المبادئ التي تجسدها المشاهد، جمدتها عين الكاميرا، لكنها مازالت تنطق وتروي الكثير، ففي تفاصيل كل صورة من الصور المعروضة مزيج أسطوري من معاناة ومأساة وبذل وعطاء وموت ودمار وأمل وحياة. ولو أمعنت النظر في عيون المتطوعين فيها وفي تفاصيل حركاتهم لوجدت الاصرار والعزيمة والاخلاص والإيمان، أشد الايمان، بأن الأسمى هو الانسان.
وكأنهم أصروا أن تُسقِطُ الحرب منها حرف الراء