شيءٌ من الخوف حام حول "سميرة"؛ في عينيها، في كلامها، في أنفاسها، عندما تذكرت هروبها من منزلها في حتيتة التركمان إلى الدويلعة، "أحس أن قدمي غير قادرة على حملي وقلبي يدق بسرعة عندما أتذكر ذلك اليوم"، تقول سميرة ذلك بينما تلتقط الحجارة من بين حبات البرغل الذي تعده من أجل طهو المجدرة لصغارها.
الوصول إلى الأمان
شعرت أم يزن بسعادة عارمة لحظة وصولها إلى الدويلعة في عام 2014، إذ تبدد خوفها وغطت في نوم عميق رفقة أطفالها في منزل أقاربها هناك، نتيجةً لتعبها من المسافة الكبيرة التي قطعتها على الأقدام وهي تحمل طفليها.
فرحة أم يزن التي شعرت بها في تلك الفترة، سرعان ما تحولت إلى عبء جديد يضغط على أنفاسها بسبب ضيق الغرفة وعدم وجود عمل يساعدها على تلبية طلبات أطفالها؛ لذا انتقلت إلى التل بريف دمشق، حيث عملت لمدة 4 سنوات هناك في معمل للزيتون.
العودة إلى المنزل
عادت الأم رفقة صغارها إلى حتيتة التركمان، لتجد منزلها شبه مدمر، لكن عزيمتها لم تلين، بل عملت على إصلاح جزء منه رفقة أقاربها الذين قدموا لها يد المساعدة، إضافةً إلى حصولها على مساعدات إغاثية من: بطانيات، فرشات، شوادر، وشاحن طاقة شمسية، من الهلال الأحمر العربي السوري في المنطقة.
الحصول على منحة النعاج الحوامل
سمعت الأم عن مشروع سبل العيش ومنحة النعاج الحوامل من خلال إعلان الهلال الأحمر العربي السوري عليه في المنطقة، إذ حصلت على نعجتين حوامل، إضافةً إلى العلف الخاص بهما، وذلك بعد مطابقتها للمعايير الخاصة بالمنحة.
نجحت ابنة ال 28 عاماً في تربية الأغنام، حيث تمكنت من إكثارهن وتغلبت على كافة الصعاب المرتبطة في تربيتهن، كل ذلك في سبيل تحقيق هدفها بالوصول إلى مشروع كبير، يمكنها من تلبية كل طلبات أطفالها.
علماً أن المنحة بدعمٍ من الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر.