بدا صوتها خائفاً وعيناها تدمعان عندما أخبرها زوجها "أم محمد يجب أن نغادر المنزل إلى منطقةٍ آمنة"، ركضت الأم بسرعة نحو صغارها وحملت القليل من ملابسهم وبعضاً من الطعام وأخرجتهم من المنزل.
مغادرة منزل الذكريات
في مساء 30كانون الأول العاصف، وقبل أن يحتضرعام2013 ، غادرت العائلة من منزلها في المليحة نحو كفر بطنا، يقاطع صوت المطر صوت محمد الخافت ” أمي أمي برد برد “، لم يستطع الطفل أن يتكلم بصوت عالي من شدة خوفه من أصوات الرعد والمطر.
عندما وصلت العائلة إلى كفر بطنا، لم يجدو سوا غرفة واحد تأويهم، ومرت الخمس دقائق والعشر دقائق وتاهت أم محمد في تفاصيل الذاكرة ” في ذلك اليوم عاد لي شريط ذكرياتي وطفولتي حياتي منزلي كل زاوية من غرف أطفالي”.
يوم الحادثة المشؤوم
بعد فترة من المغادرة، وفي يوم تغيرت ملامحه الطبيعية، عندما علت أصوات الأولاد والأقارب بقوة “قطعت ساق أبو محمد”، لم تبكي أم محمد ولم تركض، إذ أغمي عليها من شدة الصدمة.
أستفاقت بعد دقائق والأقارب من حولها ” أبو محمد على قيد الحياة الحمدلله” يقول الجد ويلتفت برأسه عن عائلته وعيناه مليئة بالدموع.
العودة إلى المنزل
كانت حانقة جداً عندما استذكرت يوم عودتها، “تغيرت ملامح الحي بالكامل حتى كدت أنسى أنني عشت هنا يوماً ما، لكن رؤيتي لصديقتي وجارتي في ذلك اليوم أثبتت لي أني لا أتخيل”.
التعرف على أم محمد وجارتها أم شادي
أثناء تقييم احتياجات الأشخاص الأشد ضعفاً في مدينة المليحة، وذلك من أجل الاستفادة من مشروع القسائم الغذائية المشروطة، وقع الاختيار على عائلتها كونها من بين أشد 100عائلة حاجة في المنطقة.
تفوح رائحة الطبخ من بين الحجارة المدمرة في منزل الجارتان، وذلك بعد الاستفادة من مشروع كاش، الذي مكن العائلات من شراء احتياجاتهم من الأغذية، علماً أن مشروع القسائم الغذائية المشروطة بدعم من منظمة كوبي.
مشروع القسائم الغذائية المشروطة
يهدف المشروع إلى تحقيق الأمن الغذائي للعائلات الأكثر حاجةً، من خلال توزيع دفتر قسائم كل شهرين، وذلك لمدة 8 أشهر، إذ يستطيع المستفيد تبضع احتياجاته من محلات تجارية محددة.
آلية اختيار العائلات
اختيرت ال 100 عائلة في مركز المليحة وفق معايير:
- فاقدي المعيل( أرامل_ مطلقات)
- الأشخاص من ذوي الإعاقة
- العجزة
- ذوي الأمراض المزمنة( سرطان …)
- عدم القدرة على الاستفادة من مشاريع سبل العيش
- غير المستفيدين من القسائم المالية من أي جهة أخرى
لمحة عن منظمة الهلال الأحمر العربي السوري
منظمة إنسانية سورية غير ربحية، عضو في الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر تعمل وفقاً للمبادئ الأسياسية للحركة الدولية للصليب والهلال الأحمر وهي الإنسانية، الحياد، عدم التحيز، الإستقلالية، العالمية، التطوعيه، الوحدة.