لا يبدو الموقف مشابهاً لما تتخيَّله قبل وصولك منزل أم رغد (32 عاماً) في قرية “المشيرفة” بريف جبلة في محافظة اللاذقية، تُبادر الأم بابتسامةٍ دافئة وتستقبلك في المنزل ذي الشرفة المطلَّة على فسحةٍ جبليَّة، والتي تعتبرها ملاذها الوحيد للترفيه، بحكم أنَّ أربعاً من أصل ست بناتٍ لديها من الأشخاص ذوي الإعاقة، ويستحيل تركهنَّ وحيداتٍ في المنزل.
تتحمَّل “أم رغد” مشقَّة رعاية بناتها وحيدةً بعد وفاة زوجها قبل سنوات وسط ظروفٍ معيشيةٍ صعبة، لكنَّها تملك من الصبر والعزيمة ما يكفي لتهتم بهنَّ وتدرِّس ابنتين أُخرتين ليكُنَّ من الأوائل في المدرسة.
أصرَّت الأم الثلاثينية على إعداد الشاي لمتطوعي فريق تعزيز الوعي الصحي في منظمة الهلال الأحمر العربي السوري – فرع اللاذقية عند زيارتهم منزلها، قائلةً: “كما تدفئون قلبي بزيارتكم، عليكم قبول شرب الشاي الساخن في هذا الجو البارد”، حيث دعم الهلال الأحمر العائلة بـ (سلل للأشخاص ذوي الإعاقة، سلل صحية، بطانيات شتوية وسلل مطبخية).