المتطوعة رزان ناصر آغا كانت من بينهنَّ، تلخص رزان أربع سنوات من الأزمة مرت عليها وعلى عائلتها “لا أحد ينكر أنَّ الأزمة كانت شاقة علينا من مختلف النواحي، الجميع عانى منها وبشدة، الأصعب كان بالنسبة إلي شعور الخوف الذي انتابني حيال ابنتي والعجز عن تأمين حياة طبيعية من حقّها أن تعيشها، الخوف الأكبر كان هاجس انقطاع مواد الأطفال من دواء وحليب وغذاء لاسيما وأنا أرى معاناة العديد من الأمهات عبر تواصلي معهم ضمن مجال عملي التطوعي، دائماً كان يراودني هاجس أنَّ الأطفال ومنهم ابنتي لم يرتكبوا أي ذنب ليعيشوا ضمن هذه الظروف، المشكلة الأكبر التي واجهناها ضمن الأزمة أن نجعل أطفالنا لا يشعروا بمعنى الأزمة ومفرداتها الأليمة من قذيفة وتفجير ورصاص..
التوفيق بين الواجب الإنساني والواجب العائلي كان أمراً صعباً بالنسبة لرزان التي تقول: “لم أنجح تماماً بالتوفيق بين الواجبين، عملنا الإنساني زاد مع تفاقم الأزمة، وبالوقت عينه زادت أعبائنا وواجباتنا المنـزلية بسبب ظروف الأزمة وتدهورت معها حالتنا النفسية وازداد الضغط النفسي على كل الأصعدة وبالرغم من كل هذه الضغوط فلقد سارت أمورنا بشكل يسير، لا أدري كيف ؟!! ولكن كنت محاطة بأسرتي التي حملت معي عبء واجباتي المنـزلية كزوجة وأم لطفلة وحتى أصدقائي من متطوعي الهلال قدموا لي كل الدعم لأتمكن من التوفيق بين الزوجة والأم من ناحية والمتطوعة من ناحية أخرى، وزوجي كان أحد الداعمين وبشكل كامل، لا أريد أن أكون مثالية في مثالي ولكن كان لدي حلم وهو أن استمر في تلقي التدريبات التي تؤهلني لكي أكون مدربة، وتطلب الأمر سفري إلى دمشق ولفترات طويلة، فكان زوجي المشجع الأكبر لي للسفر والالتحاق بهذه التدريبات”.