لم يكن المنزل صالحاً للسكن، شعرت بالإحباط وقلة الحيلة، خاصةً في الشتاء، حيث كانت المياه تتسرب من السقف، وكأنها تمطر” بهذه الكلمات يصف أبو يوسف (45 عاماً)، لحظة عودته إلى قريته في ريف القنيطرة عام 2018، ورؤية منزله مدمراً.
أبو يوسف نزح مع زوجته وأطفاله الخمسة من بلدته مسحرة عام 2014، نتيجة ظروف الأزمة، وعاد إليها في نهاية عام 2018، لكنها عودة “مخيبة للآمال” كما يصفها، بعد أن وجد منزله مدمراً وكذلك ورشة الحدادة الخاصة به وهي مصدر رزقه الوحيد..
لم يخسر أبو يوسف منزله وورشته فقط، بل قدمه أيضاً في انفجار لغم، ما زاد إحساسه بالعجز، كما يقول، لكن الواقع تبدل عام 2021، عندما بدأ الهلال الأحمر العربي السوري عملية تقييم منازل العائدين، وترميمها، فأعاد المتطوعون ترميم منزله، وانضم هو إلى ورشات صيانة 93 منزلاً آخر، الأمر الذي ساعده بتحسين وضعه المادي، واستعادة مهنته.
“يمكنني أن أغلق باب منزلي وأنام بأمان أنا وأطفالي، ولن أخاف حلول الشتاء بعد الآن” يقول أبو يوسف بعد إنجاز أعمال ترميم منزله والتي شملت أعمال الصحية والكهرباء والدهان وتجهيز المطبخ بالكامل.
أبو يوسف واحد من 600 شخصاً ينامون في منازلهم بأمان اليوم، بعدما رمم الهلال الأحمر 94 بيتاً في بلدة مسحرة بين تشرين الأول 2021 ومنتصف آب 2022، وذلك بدعم من اللجنة الدولية للصليب الأحمر.