لم يَعش عبد الله أياماً بصعوبة تلك التي قضاها بين النزوح من الرقة والبحث عن الاستقرار في اللاذقية، حيث تنقَّل بين عدة مهن؛ إلا أن ذلك مهَّد له طريق بدايةٍ جديدة لأول مشروعٍ في حياته.
لم يكن الشاب الجامعي ينوي ترك دراسته؛ لكن الظروف أجبرته على ذلك، كَونه المعيل الوحيد لأسرته بعد وفاة والده، لم يعرف خلال تلك الفترة طعم الاستقرار والأمان المعيشي، إلى أن لمعت الفرصة التي ينتظرها أمام عينيه، يقول: “شاهدت إعلاناً طرقياً عن مِنح المشاريع الصغيرة التي يقدمها الهلال الأحمر العربي السوري، ووجدت في نفسي الشروط المطلوبة، فبادرت بالتسجيل وقررت افتتاح مشروع البقالية، بعد أن امتلكت الخبرة الكافية لذلك خلال السنوات الماضية، آملاً بأن يحقق لي هدفي الوحيد؛ تحسين وضعي المعيشي والاستقرار بمنزلٍ أفضل”.
فتحَ المشروع الجديد لعبد الله أبواب الدراسة من جديد، فعاد إليها بعمر 29 عاماً بهمةٍ نضرة وظروفٍ أفضل، وبات يحلم أن ينقل مشروعه الصغير معه إلى الرقة بعد عودة الأمان إليها، لذا يكرر بينه وبين نفسه: “البحث عن الفرص هو بداية طريق النجاح وهو دواء اليأس”.
يُذكر أن منح المشاريع الصغيرة، تهدف إلى تعزيز قدرة المتضررين على التعافي، وتوفير سُبل كسب العيش، والتي تتم بدعمٍ من اللجنة الدولية للصليب الأحمر.