منزلٌ مؤلف من غرفة واحدة، نوافذه المشرعّة لا تقي أهله برد الشتاء ولا تصد عنهم الرياح العاتية.
ضمن حي دف الصخر الذي يفتقر لأقل متطلبات الحياة في جرمانا في ريف دمشق، تستيقظ براءة مع والديها وإخوتها الخمسة بعد نزوحهم من مسقط رأسهم في الرقة، وخوضهم لرحلة طويلة تاركين مدينتهم مرغمين، باحثين عن الأمان.
بوجه باسم ودمعة تأبى أن تنهمر؛ متحدية الظروف القاسية، تتحدث الطفلة ذات 15 ربيعاً عن طبيعة عملها الحالي “أنا أكبر إخوتي، أجمع البلاستيك وأحمله على رأسي لأساعد والدي ونشتري طعاما بثمنه”
بضع سنوات جعلتها تنضج قبل الأوان ليصبح حلمها الخجول أن تكون سعيدةً فحسب!
وتنتقل لذكرياتها قائلة: ” لم يبقى من المنزل سوى جدران المطبخ”، فتلميذة مدرسة “البيروني” بالرقة، مازالت تذكر جيداً حين عادت من مدرستها ولم تجد ملابسها ولا ألعابها أو حتى مجموعة قصصها الثمينة.
وتابعت بوصف حالها اليوم “لا يوجد من يعينني سواك، أنا والعائلة نعتمد عليك”، هذا ما يقوله الأب الذي يرغب بإعادة براءة إلى مقاعد الدراسة.
ليست العائلة الوحيدة ، بل هناك الكثير من العائلات السورية تحتاج لمد يد العون.